مسار من بلد حراز واسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الصليحي فَلَمَّا أحكم حصن مسار وَذَلِكَ بمخادعة مِنْهُ لأهل الْبَلَد وَوصل الشِّيعَة من غَالب أنحاء الْيمن وجمعوا لَهُ أَمْوَالًا جليلة واظهر الدعا الى الْمُسْتَنْصر ثمَّ وَجه لَهُ بِهَدَايَا جليلة مِنْهَا سَبْعُونَ سَيْفا قَوَائِمهَا من عقيق وَبعث مَعَ ذَلِك رجلَيْنِ من قومه هما أَحْمد بن مُحَمَّد والدالسيدة الأتي ذكرهَا الَّذِي انْهَدم عَلَيْهِ الدَّار بعدن وَأَبُو سبا أَحْمد بن المظفر وَلما وصلت هَذِه الْهَدَايَا الْمُسْتَنْصر قبلهَا وَأمر لَهُ برايات وَكتب عَلَيْهَا الألقاب وَعقد لَهُ الْولَايَة واذن لَهُ بنشر الدعْوَة وَكَانَ ذَلِك بعد أَن تغلب الصليحي على صنعاء وَأخرج هَمدَان عَنْهَا وَصَارَ فِيهَا خَائفًا من نجاح لعلمه بعجزه عَن مقاومته ثمَّ أَنه أهْدى لَهُ جَارِيَة حسنا واعطاها سما وأمرها ان تدسه لَهُ فِي طَعَامه فَفعلت وَتُوفِّي بالكدري من السم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين واربعمائة فَكَانَت مُدَّة ملكه خمسين سنة وَمُدَّة الْمُنَازعَة بَينه وَبَين انيس ثَلَاث سِنِين وَحين اتَّصل الْعلم بِمَوْت نجاح بَادر الصليحي وَنزل تهَامَة وازاح مِنْهَا بني نجاح واستناب بهَا صهره اِسْعَدْ بن شهَاب فَسَار فِي أهل تهَامَة سيرة مرضية من الْعدْل والتفسح لأهل السّنة وعامل الْحَبَشَة وَمن يتهم بالدولة بالصفح والاحسان وَرُبمَا ظفر بِبَعْض من يخْشَى من فَيحسن اليه حَتَّى زرع لَهُ ذَلِك فِي قُلُوب النَّاس محبَّة حَتَّى كَانَت الْحَبَشَة مَتى ملكوا وطفروا بِهِ لم يبلغهُ مِنْهُم إِلَّا خيرا وَكَانَ القضا إذاك بيد الْحسن بن ابي عقامة مقدم الذّكر وعمال الحراج بيد ابْن القم وَالِد الشَّاعِر الْمُقدم ذكره وَلم تكمل سنة خمس وَخمسين حَتَّى ملك الصليحي غَالب الْيمن سهلا وجبلا وتمنعت صعدة بعض التمنع باولادالناصر ثمَّ انه قتل الْقَائِم فيهم وَملك