صعدة فاقام بِصَنْعَاء الى الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين واربعمائة ثمَّ توجه الى مَكَّة بعد ان اسْتخْلف ابْنه المكرم واخذ مَعَه زَوجته اسماء بنت شهَاب وَكَانَت من اعيان النِّسَاء وحرائرهن وكرائمهن بِحَيْثُ تقصد وتمدح ويمدح بهَا زَوجهَا وَابْنهَا المكرم وَكَانَ الصليحي لما تحقق كمالها وكل اليها التَّدْبِير وَلم يكن يُخَالِفهَا فِي غَالب أمرهَا وَكَانَ يجلها اجلالا عَظِيما حَتَّى كَانَت مَتى حضرت مَجْلِسا لَا تستر وَجههَا بِشَيْء عَن الْحَاضِرين حَتَّى كَانَ لَا يقدم على أمرهَا امْرَهْ وَكَانَت ابْنة عَم الصليحي وفيهَا من الحزم وَالتَّدْبِير مَا لم يكن فِي نسا زمانها وفيهَا يَقُول الشَّاعِر ... قلت اذ عظموا لبلقيس عرشا ... دست أسما من ذرى النَّجْم اسْما ... وَكَانَ عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي من أَعْيَان الْيمن وسادات الزَّمن واذكيا الْمُلُوك ودهاتهم وَلما قهر مُلُوك الْيمن الزمهم ان لَا يفارقوا ركابه حَيْثُ كَانَ بعد ان توثق مِنْهُم بالرهائن والايمان فَلَمَّا عزم على التَّوَجُّه الى مَكَّة الزمهم ان يسافروا مَعَه فَسَار فِي الفي فَارس فيهم من قومه بني الصليح مائَة وَسَبْعُونَ فَارِسًا وَقيل وَسِتُّونَ فَلَمَّا صَار فِي المهجم وَحط فِي ظَاهر الْمَدِينَة هجم عَلَيْهِ بَنو نجاح رَأْسهمْ سعيد الْحول ثمَّ أَخُوهُ جياش ابْني نجاح وهما فِي سبعين رجلا من الْحَبَشَة مَا فيهم ذوسلاح وَلَا فرس وَإِنَّمَا عمِلُوا حرابا من جريدالنخل فَقتلُوا الصليحي وأخاه عبد الله بن مُحَمَّد وَذَلِكَ ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين واربعمائة وَكَانَ من ظُهُوره الى مَوته خَمْسَة واربعون سنة ملكه فِي التهائم احدى وَعِشْرُونَ سنة وَأَيَّام ظهورة وقتاله خمس سِنِين وَملكه فِي الْجبَال خمس واربعون سنة ثمَّ ركب سعيد الْأَحول فرس الصليحي وَركب أَخُوهُ جياش فرس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015