وَاعْلَم ان امْرَأَة الْفَقِيه مُحَمَّد بن حُسَيْن كَانَت تسمى شجينه وَكَانَت من الصَّالِحَات العابدات لما توفّي الْفَقِيه عَنْهَا قَالَت أحب اخْرُج عَن عواجة وَاعْتَزل النَّاس فِي بعض الاماكن ثمَّ عَن لَهَا ان ابتنت مسكنا فِي كثيب يمنى قَرْيَة عواجة سكن فِيهِ وَلَدهَا ابراهيم بن الْفَقِيه مُحَمَّد وَسمي الْموضع بهَا لذَلِك وَهِي بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْجِيم وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَفتح النُّون ثمَّ هَاء سَاكِنة ابنت مُحَمَّد وَسكن اليهم جمَاعَة ثمَّ حدث لولدها ابراهيم اولاد جمَاعَة مستحقون للذّكر مِنْهُم ابو الْحسن عَليّ بن ابراهيم مولده سنة ثَلَاث وَقيل ارْبَعْ وَثَلَاثِينَ وسبتمائة وَكَانَ مُبَارَكًا تفقه فِي بدايته بِعَمِّهِ اسماعيل كَمَا تقدم ثمَّ ارتحل الى بَيت حُسَيْن فاكمل تفقهه بالفقيه عمر وَأخذ عَنهُ الْمُهَذّب أخذا مرضيا وألزمه أَن يتغيبه فتغيبه تغيبا ميز فِيهِ بَين الْفَاء وَالْوَاو وَأخذ عَنهُ الْبَيَان وَغَيره تهذب تهذبا معجبا ثمَّ صَار الى الْفَقِيه أَحْمد بن عجيل فاخذ عَنهُ ايضا ثمَّ عَاد بَلَده فسكن قَرْيَة جده مقدم الذّكر وَلزِمَ طَرِيق الْوَرع والتدريس فانتابه النَّاس من الْبعد والقرب وَشهر بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَسكن مَعَ الْقرْيَة خلق ناشر وَصَارَت قريته كأكبر مَا يكون من الْقرى بِحَيْثُ يَأْتِيهَا الْخَائِف فَيَأْمَن وَالْجَاهِل فيتعلم وَكَانَ اشرف أهل عصره نفسا وادراهم بِالْعلمِ حسا وَأَكْثَرهم للْكتاب وَالسّنة درسا كريم النَّفس أَخْبرنِي الْفَقِيه عبد الله بن الاحمر اُحْدُ مدرسي زبيد ايام اخبرني وَهُوَ سنة احدى وَعشْرين وَسَبْعمائة قَالَ صَحِبت الْفَقِيه على الْمَذْكُور ولزمت مدرسته عشْرين سنة مَا علمت ان سَائِلًا سَأَلَهُ شَيْئا فاعتذره بل يُعْطِيهِ مَا سَأَلَ وَكَانَ مشتغلا بِجَمِيعِ الطَّاعَات الْوَاجِبَة والمستحبة اشْتِغَال مداومة وَكَانَ من ابرك الْفُقَهَاء تدريسا قل مَا قَرَأَ عَلَيْهِ طَالب الا انْتفع اخبرني شَيْخي ابو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ فَقِيه زبيد فِي عصرنا وَقد ذكرته قَالَ لما جِئْت الى الْفَقِيه عَليّ بن ابراهيم اريد اقْرَأ عَلَيْهِ وَأَنا على حَال متبلبل اريد اجْتِمَاع قلبِي على تَحْصِيل الْعلم وباول درسه قرأتها عَلَيْهِ قُمْت وانا بِخِلَاف مَا انا عَلَيْهِ من الرَّغْبَة