فَقِيها محققا غواصا على دقائق الْفِقْه عَارِفًا بِهِ كثير الِاشْتِغَال بِهِ والتدريس لَهُ تفقه بِهِ جمَاعَة وَكَانَ صَاحب كرم وَشرف نفس وعلو همه مَعَ فَرَاغه لذَلِك وَكَانَ كثير السَّعْي فِي حوائج الاصحاب والقاصدين فِي الطلاب وَرُبمَا قدم على اخيه بِجَمِيعِ ذَلِك وَقد يُعَاتب على الْكَرم والمروة فيتمثل بِهَذِهِ الابيات
... تِلْكَ بَنَات الْمَخَاض راتعة ... وَالْعود فِي كوره وَفِي قتبه
لَا يستفق من مضاض رحلته ... من رَاحَة الْعَالمين فِي تَعبه ... وكف بَصَره فِي آخر عمره وَكَانَت وَفَاته فِي شهر الْحجَّة من سنة احدى وَسبعين وستماية بعد أَن طَال عمره وَمِنْهُم الْفَقِيه مُحَمَّد بن حُسَيْن مقدم الذّكر عَنهُ أَخذ بن أَخِيه عَليّ بن ابراهيم فِي بدايته وَعلي بن احْمَد الصريدح فِي بدايته وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وَمِنْهُم عَليّ بن ابي بكر بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن حُسَيْن مقدم الذّكر ايضا تفقه بِعَمِّهِ اسماعيل ولى القضا بالقرية ونواحيها وَكَانَ فَقِيها فَاضلا توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وستماية
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الله بن الْمعلم البَجلِيّ مقدم الذّكر قدمت الْقرْيَة زَائِرًا فِي سنة ارْبَعْ وَسَبْعمائة فزرت الترب ثمَّ دخلت الْجَامِع فَوَجَدته قَاعِدا فِيهِ يدرس فحييت الْمَسْجِد بِرَكْعَتَيْنِ ثمَّ قعدت على قرب مِنْهُ فَعرض لي سُؤال سالته عَنهُ فاطبق الْكتاب الَّذِي بِيَدِهِ وَقَالَ لي انت فَقِيه فَقلت قَرَأت بعض شَيْء فَجعل يحدثني ويرحب بِي سَاعَة ثمَّ ذهب الى منزله فَلم يكن غير قَلِيل حَتَّى دَعَاني دَاع فَذَهَبت الى منزله فَكَانَ لَهُ اكرام جيد استحسنته لعدم السَّابِقَة الْمُوجبَة لَهُ وعزمت على الذّهاب الى الشجينة فعازمني على الْمبيت عِنْده فَلم أجبه إِذْ كنت مستعجلا على رُجُوع الْبِلَاد وَكَانَ هَذَا الرجل مَحْفُوظَة من كتب الْفِقْه الْوَجِيز وَلم يزل يدرس فِي جَامع الْقرْيَة وانتفع بِهِ جمَاعَة حَتَّى توفّي على ذَلِك نَهَار الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الاخر من سنة احدى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ آخر من تحققته من فُقَهَاء الْقرْيَة