وَبَينهمَا أشكل عَليّ وَفِي نَفسِي عدَّة مسَائِل قد اشتبهن عَليّ مُنْذُ بداية قراتي فحين بدأت وقرأت عَلَيْهِ أول يَوْم عرضت فِي خاطري جَمِيع الْمسَائِل فَمَا عرضت مسالة إِلَّا وَزَالَ اشكالها وَتبين لي خطاها من صوابها فَلم ازل من مَكَاني حَتَّى غلب عَليّ ظَنِّي ان ذَلِك من بركته ثمَّ مَا زلت اجد الزِّيَادَة فِي فهمي الى وقتي هَذَا وَذَلِكَ سنة احدى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ لَهُ دنيا ان وقف فِي بَيته اطعمها الواردين والزايرني والطلبة والمنقطعين وَكَثِيرًا مَا يُسَافر مَكَّة فَيصْرف الطَّرِيق وَفِي مَكَّة مَا يُجَاوز الْحَد عَطاء من هُوَ موقن بالخلف واحصوا حجاته فَكَانَت نيفا وَثَلَاثِينَ حجَّة وزرته فِي حَيَاته مرَارًا مُنْفَردا وَمَعَ وَالِدي فَمن احسن مَا سمعته يَقُول لوالدي وَقد اوصاه بِالدُّعَاءِ يَا فلَان شَرّ الاصحاب من احْتَاجَ إِلَى وَصِيَّة وَكَانَ من أَكثر النَّاس نقلا للفقه واحسنهم تغيبا للمهذب خرج من بَين يَدَيْهِ نَحوا من مائَة مدرس وَلم يكن فِي مدرسي تهَامَة وَلَا الْجبَال المتاخرين أَكثر اصحابا مِنْهُ
مِنْهُم جمَاعَة من الشويري قد مضى ذكرهم ثمَّ حَاكم الْجِهَة الان ابْن المزجد من بَيت حُسَيْن وَابْن الاحمر وَابْن الْحَضْرَمِيّ مدرسي زبيد فِي عصرنا واخوه عمر وَمُحَمّد بن عمر الاحمر وَهَذَانِ اول من انْتفع بِهِ وَلزِمَ مَجْلِسه وعَلى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد من حَضرمَوْت اُحْدُ اصحاب الشَّيْخ ابي مُفِيد وَعلي بن مُحَمَّد الْحكمِي ووالده ابراهيم وَمُحَمّد بن ابي الْقَاسِم الْحكمِي وَكَانَت وَفَاته ثَانِي عشر الْمحرم سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَمِنْهُم صنوه عمر ومولده سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَلكنه انما نشط الى قراة الْعلم حِين رأى أَخَاهُ قد تراس بطريقه فَقَرَأَ عَلَيْهِ وتفقه بِهِ وَكَانَ صَاحب دنيا يحجّ بهَا وَيطْعم جمَاعَة من الطّلبَة ويقريهم الْعلم وابتنى بالقرية مَسْجِدا معجبا بِالْأَجْرِ والجص وَجعل يدرس فِيهِ ويقصده اليه الزائر والضيف إِذْ الْمجْلس الَّذِي يخْتَص بِهِ اخوه كَانَ من خوص وامتحن بالعمى فِي اخر عمره ثمَّ توفّي من رَابِع ربيع الاخر من سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَمِنْهُم ابْنه ابراهيم ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة تفقه بابيه وَقد ذكر ذَلِك وَهُوَ من اعيان الْفُضَلَاء الاخذ عَن ابيه وصلحائهم وَكَانَ الْفَقِيه يُحِبهُ حبا شَدِيدا ويفضله وَسُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ لما ولد كنت عِنْد والدته فِي الْخَيْمَة الَّتِي وَضعته بهَا