فدرس واستغل الْفَقِيه بِالْعبَادَة وتفقه بِهِ جمع كثير من تهَامَة والجبل فَمن تهَامَة احْمَد بن عَليّ بن هِلَال ذكرته فِي نواحي حرض وَعلي بن ابراهيم البَجلِيّ وَابْنه مُحَمَّد بن عمر وَقد ذكرت بَعضهم وَمن تاخر ساذكره عِنْد ذكره والمعرفة لَهُ ان شَاءَ الله وَحصل بَينه وَبَين الشَّيْخ ابي الْغَيْث ألفة فَكَانَ يجله وَيقبل قَوْله وَيُقَال أَن بركَة الشَّيْخ للسماع اسْما إِنَّمَا كَانَ باشارته وَحكى ان الشَّيْخ عَليّ السبننى صَاحب القرشية لما سمع ببركة الشَّيْخ ابي الْغَيْث للسماع قبولا من الْفَقِيه خرج من القرشية وَقصد بَيت حُسَيْن وَاجْتمعَ بالشيخ والفقيه مُجْتَمعين قَالَ للفقيه عَمْرو كَيفَ يَا فَقِيه تنكر احوال الْفُقَرَاء فقالعمرو وَإِنَّمَا أنكر على من أنكر الله عَلَيْهِ وَرَسُوله فَقَالَ أَن كَانَ فَمَا تَقول هَذِه السارية فاضطربت السارية فَقَالَ لقد علمت ان سير احوال الصَّالِحين عَلَيْهِم احرى بهم ثمَّ ضرب الْجِدَار وَإِذا بِهِ قد اضْطَرَبَتْ وكادت الْخَشَبَة تقع بِالْأَرْضِ فبادر الشَّيْخ ابو الْغَيْث والسبتي الى الأنصاف وَالِاسْتِغْفَار ثمَّ لما صفي الْوَقْت قَالَ السبتي يَا فَقِيه اني اعرف مَا فِي نَفسك واشار الى كتاب بيد الْفَقِيه والا فسئلني عَمَّا شيئت فِيهِ اخبرك بِهِ فَعجب الْفَقِيه عَمْرو من ذَلِك وَلم يسْأَله اذ قد علم صدقه وَلم يزل عَمْرو على الْحَال المرضي من التدريس وَالْفَتْوَى وَنشر الْعلم الى ان توفّي عصر الاربعاء لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من جمادي الاولى سنة خمس وَسِتِّينَ وستماية وَخَلفه ابْنه مُحَمَّد وَكَانَ فَاضلا بالفقه والْحَدِيث تفقه بابيه وبسليمان بن الزبير واخذ عَن ابي الْخَيْر بن مَنْصُور الْمَذْكُور فِي اهل زبيد وَكَانَ لَهُ صهر يصحب عَبَّاس بن عبد الْجَلِيل لماتوفي الْعَبَّاس حصل بعض الوشاة وشا الى الاشرف بصهر الْفَقِيه وان بِيَدِهِ مَالا لعباس فَلَزِمَهُ الاشرف وارادوا مصادرته فوصل الْفَقِيه بابيه وَهُوَ اذ ذَاك مُقيم بالمهجم لكَونهَا اقطاعه فَاعْلَم بوصوله فاستدعاه فحين دخل رحب بِهِ واجله ثمَّ لما كَلمه بصهره قَالَ يَا سَيِّدي قد اشفعتك بِالشّرطِ ان يدرس بِالْمَسْجِدِ الَّذِي بناه الْوَالِد فِي وَاسِط فاجاب بِالطَّاعَةِ للضَّرُورَة بتخليص الصهر ثمَّ تقدم ودرس مُدَّة وَهُوَ مَعَ ذَلِك متقلق وَمهما حصل من طَعَامه صرفه على جمَاعَة الطّلبَة المنقطعين وَفِي بعض