عَن شَيْخه الْفَقِيه عَليّ بن مَسْعُود وَهُوَ إِذْ ذَاك بِبَيْت خَليفَة عِنْد الشَّيْخ عمرَان كَمَا قدمنَا ذَلِك وَاشْترى موضعا على قرب من بَيت حُسَيْن وابتنى بِهِ مسكنا وازدرع مَا زَاد على مَوْضِعه الْبناء والى الان لَا يسكن اُحْدُ فِي الْقرْيَة مَعَ بنيه الا برضاهم وموضعه مِمَّا ينْسب الى بَيت حُسَيْن وَكَانَ عمر قد تزوج بابنة اخي شَيْخه عَليّ بن مَسْعُود واولاده مِنْهَا بورك لَهُ فِي الذُّرِّيَّة مِنْهَا بركَة ظَاهِرَة وَكَانَ تزَوجه سنة ثَمَانِي وَعشْرين وستماية أخبر الثِّقَة ان المصبرى الْفَقِيه مقدم الذّكر خرج من بَلَده وَقد صَار فَقِيها فقصد زبيد وناظر فقهائها فَلم يجد عِنْدهم مقنعا فتمثل بقول الاول ... لما دخلت اليمنا وجدت وَجْهي حسنا ... اف لَهَا من بَلْدَة افقه من فِيهَا انا ... ثمَّ عَاد من فوره وَكلما مر بفقيه قَصده وناظره حَتَّى الى بَيت حُسَيْن فاراد الِاجْتِمَاع بالفقيه عَليّ بن مَسْعُود فقصد مدرسته وَهُوَ اذ ذَاك مُقيم مَعَ تِلْمِيذه هَذَا عَمْرو فَكَانَ أول من لقِيه فَظَنهُ ابْن مَسْعُود ففاتحه السُّؤَال وَلم يزل عَمْرو يجِيبه ويستزيده حَتَّى نضب سُؤَاله ثمَّ القى عَلَيْهِ عَمْرو سُؤَالَات اجاب عَن بَعْضهَا وَتوقف عِنَب عض فَقَالَ هَل الْفَقِيه عَمْرو وَكَيف رَأَيْت وَجهك الان اشارة إِلَى الْبَيْت الَّذِي بلغه ان يتَمَثَّل بِهِ اذ كَانَ قد بَلغهُمْ تمثله بِهِ فَقَالَ يَا سَيِّدي المعذرة الى الله ثمَّ اليك يَا سَيِّدي ابا الْحسن فَعلم الْفَقِيه عَمْرو انه لم يعرفهُ وانه حَسبه الْفَقِيه فَقَالَ انا بعض تلاميذ الْفَقِيه عَليّ وَهُوَ اذ ذَاك مشتغل فِي محراب الْمَسْجِد فاقدم اليه فَقدم اليه وَقد عرف انه لَا طَاقَة لَهُ بِهِ وَقَالَ فِي نَفسه إِذا كَانَ ذَا درسي من درسته فَكيف حَال الْمدرس وَلم يزدْ حِين وصل الْفَقِيه على السَّلَام وَطلب الدُّعَاء وَكَانَ عَمْرو كَبِير الْقدر شهير الذّكر مُعظما عِنْد اهل الْعَصْر ابتنى لَهُ عَبَّاس بن عبد الْجَلِيل الَّذِي مضى ذكره مَعَ القَاضِي الْعَنسِي بِذِي اشرق مدرسة هِيَ بَاقِيَة الى الْآن وَكَانَ شَيْخه ابْن مَسْعُود يثني عَلَيْهِ وَيَقُول هُوَ اكبر اصحابي اخذا عني وَهُوَ الَّذِي لقبه بمظفر الدّين واعطاه كتبه فِي اخر الامر واستخلفه على تدريس اصحابه