كَانَ ليخرج فِي قَضَاء الْحَاجة فيعارضه صَاحب الْحَاجة ويسأله ان يمشي مَعَه الى مسير يَوْم اَوْ يَوْمَيْنِ اَوْ اكثر من ذَلِك فَلَا يتَأَخَّر عَن ذَلِك بل يمشي مَعَه من فوره وَرُبمَا فعل ذَلِك قبل ان يرجع منزله وَكَانَ مَتى دخل زبيد اكثر من زِيَارَة تربة الشَّيْخ الصياد الْمُقدم ذكره وَالْوُقُوف عِنْدهَا وَقَالَ الْفَقِيه صَاحب الرُّؤْيَا الْمُتَقَدّمَة كنت لَيْلَة فِي أَيَّام قرآتي كتاب الْمُسْتَصْفى على الْفَقِيه مُحَمَّد بن اسماعيل نَائِما فِي بَيْتِي فَقُمْت لورد لي اعتاده ثمَّ لما فرغته عدت فِي نومي فَرَأَيْت على بَاب الْبَيْت الَّذِي أَنا فِيهِ شَخْصَيْنِ أَحدهمَا عَن يَمِين الْبَاب والاخر عَن شِمَاله وَكَانَ قَائِلا يَقُول الَّذِي على يَمِين الْبَاب الْخضر وَالَّذِي على الْيَسَار الياس وَتَحْت ابط الْخضر رزمة صحف وَإِذا بالياس يَقُول لَهُ على من تصلح قِرَاءَة البخارى على الْبُرْهَان الْحَضْرَمِيّ اَوْ على الْفَقِيه عَليّ بن مَسْعُود الْمُقدم ذكرهمَا اَوْ على الْفَقِيه مُحَمَّد بن اسماعيل فاجاب الْخضر يَقُول اما سَمِعت قَول ابْن عَبَّاس حَدثنِي اناس مِنْهُم عمر وارضاهم عِنْدِي عمر يقْرَأ البُخَارِيّ على الْفَقِيه مُحَمَّد بن اسماعيل وَبِالْجُمْلَةِ فكراماته اكثر من ان تحصى

وَمِنْهُم اخوه عَليّ بن اسماعيل كَانَ فَقِيها مُجْتَهدا محققا مدققا غواصا لدقائق الْفِقْه وَكَانَ يُخَالف الْفُقَهَاء فِي أَن من اوضح موضحتين وخرق بَينهمَا لَا يجب عَلَيْهِ الا ارش مُوضحَة خمس من الابل وَيَقُول لَا بل هُوَ كَمَا لَو خرق ذَلِك اجنبي فَيجب عَلَيْهِ خمس عشر نَاقَة فَذكرُوا ان فُقَهَاء بَلَده انكروا عَلَيْهِ القَوْل بذلك فَلم يلْتَفت عَلَيْهِم وَلم يزل مصرا عَلَيْهِ حَتَّى توفّي فَذكرُوا ان ابْن اخيه الامام اسماعيل لما نَشأ وطالع كتب الْفِقْه وجد من بعض الشُّرُوح قَوْله وَجها لبَعض ائمة الْمَذْهَب فَكَانَ مَتى زار قَبره قَالَ ابشرك يَا عَم اني وجدت قَائِلا قد قَالَ بِقَوْلِك وَيُشِير الى هَذِه المسئلة وَلم اتحقق لَهُ وَلَا ابْن اخيه تَارِيخا اذ لم ابلغ بلدهما وحضارمة زبيدهم ذُرِّيَّة هَذَا عَليّ

وَمِنْهُم ولداه اسماعيل وابراهيم فاسماعيل قد ذكر مِمَّن ورد زبيد وابراهيم كَانَ مُحدثا ومشاركا بالفقه وَقد ذكرت رُؤْيا ابيهما وَمَا قيل لَهُ فِي حَقّهمَا وَلِهَذَا ابراهيم ذُرِّيَّة كَبِيرَة مِنْهُم جمَاعَة أخيار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015