وَمن الضحي ايضا الحضارم اول من قدم مِنْهُم الضحي وَشهر بالفقه ابو عبد الله مُحَمَّد بن اسماعيل عرف بِابْن الْمعلم بن عَليّ بن عبد الله بن اسماعيل الْحَضْرَمِيّ بَلَدا ثمَّ الْيَزنِي نسبا ثمَّ الْحِمْيَرِي فاليزني نِسْبَة الى ذِي يزن وَالِد سيف ذِي يزن الْحِمْيَرِي المهشور يُقَال أَن هَذَا مُحَمَّد تفقه بِمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن اذ هُوَ خَاله فان اباه تزوج حِين قدم بابنة عبد الرَّحْمَن وَيُقَال بل قدم الْمعلم وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ هما مُحَمَّد وَعلي فوالدهما تزوج بابنته فَحملت مِنْهُ بِولد فَرَأى فِي الْمَنَام قَائِلا يَقُول يَا مُحَمَّد يَأْتِيك من زَوجتك ولدان هما مُحدث ومحدث يَعْنِي بِفَتْح الدَّال من الاول وخفضها من الثَّانِي فَاتَت باسماعيل الْمُقدم ذكره وَهُوَ الَّذِي داله مَفْتُوحَة وباخيه ابراهيم وَهُوَ الاخر وَسَيَأْتِي ذكره ولنرجع الى ذكر مُحَمَّد فَكَانَ رجلا عَظِيم الْقدر شهير الذّكر بِالْعلمِ وَالْعَمَل وَكَانَ يقْصد للزيارة والتبرك من الْبعد وَرَأى بعض الْفُقَهَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَهُ اقْرَأ كتاب المستصفي على الْفَقِيه ابي الْحَدِيد اَوْ على الْفَقِيه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ وَذَلِكَ ايام اقامة أبي الْحَدِيد بالجهة فوصل الرَّائِي إِلَى الْفَقِيه وَأخْبرهُ بمنامه ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتاب وَحين اخبره بالمنام قَالَ الْفَقِيه الْحَمد لله على ذَلِك حَيْثُ ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الْكتاب المُصَنّف فِي الْيمن فان ذَلِك يدل على فَضله وَفضل الْبَلَد الَّذِي صنف بهَا وَحَيْثُ ذكر الْقِرَاءَة على من ذكر وَأذن بهَا قَالَ وَفِيه دَلِيل على جَوَاز قراءات الْأُمَّهَات الَّتِي جمع مِنْهَا وَكَانَ هَذَا الْفَقِيه يفتح عَلَيْهِ فِي بعض السَّاعَات فينادي بِصَوْتِهِ فتح الْبَاب الَّتِي جمع مِنْهَا وَكَانَ هَذَا يَأْتِي النَّاس اليه فيجدونه شاخصا فَيدعونَ الله بِمَا شاؤا أَفلا يكون اقْربْ من استجابة دُعَائِهِمْ رُبمَا فعل ذَلِك لَيْلًا وَهُوَ فِي الْبَيْت فيطيف النَّاس فيرون نورا حَتَّى يَظُنّهُ كثير انه مسرج بشمع فيمدون أكفهم وَيدعونَ فيستجاب لَهُم معجلا تفقه بابراهيم ابْن زَكَرِيَّا وَغَيره من اهل بَيته وقريه الضُّحَى ونواحيها وَكَانَ كثير الرَّغْبَة فِي قَضَاء الْحَوَائِج وَالسَّعْي لَهَا حَتَّى انه