وَمِنْهُم الامام احْمَد بن اسماعيل الْحَضْرَمِيّ مقدم الذّكر تفقه بابيه وَكَانَ فَقِيها فَاضلا عَارِفًا بِفُرُوع الْفِقْه يذكر ببركة التدريس وَالْفَتْوَى وَكَانَ من جملَة الْفُقَهَاء الَّذين حَضَرُوا مقَام المويد للنَّظَر فِي قصَّة ابي شكيل وابي بكر بن عَليّ المشيرقي وَذَلِكَ بقصر الْجند سنة سِتّ عشرَة وسبعماية واشار اليه السُّلْطَان بِالنّظرِ فِيهَا فَلم يفعل واشار الى غَيره فَلم يقبل وَذكر خَبِير انهم لم يدخلُوا مقَام السُّلْطَان حَتَّى اتَّفقُوا على مَا كَانَ مِنْهُم وَهُوَ لاشارة بِقَضَاء ابْن الاديب وان القَاضِي ابا بكر المشيرقي بِأَنَّهُ كَانَ يعْتَرف مكْرها فِيمَا حكم بِهِ على ابي شكيل فَكَانَ الْأَمر كَمَا ذكرُوا وَعَاد الْفُقَهَاء بِلَادهمْ بعد ان اعطى السُّلْطَان هَذَا الْفَقِيه مَالا جزيلا لقضا دين عَلَيْهِ كتب لَهُ بِهِ الى عَامل المهجم
وَكَانَت وَفَاته بقرية الضحي لايام بَقينَ من صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسبعماية
وَمِنْهُم اخوه يحيى بن اسماعيل تفقه وَكَانَ هُوَ الْقَائِم باهله اتم الْقيام ثمَّ خَلفه ابْنَانِ فاضلان هما احْمَد واسماعيل تفقه احْمَد بعلي بن مُحَمَّد وَولده مُحَمَّد الخليين
الْمُقدم ذكرهمَا فِي اهل المهجم وَتُوفِّي بربيع الاول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسبعماية واما اسماعيل فتفقه بِجَمَال الدّين الْمُقدم ذكره وبعمه احْمَد
واما اولاد احْمَد بن اسماعيل فهم جمَاعَة مِنْهُم ابراهيم كَانَ فَقِيها صَالحا كثيرا للُزُوم الْمَسْجِد اقام معتكفا بِهِ نَحْو نَيف وَعشْرين سنة وَكَانَت وَفَاته قبل ابيه بثماني ايام ثمَّ اسماعيل درس بزبيد بالعاصمية ايام بني مُحَمَّد بن عمر ثمَّ لما ولي بن الاديب الْقَضَاء جعله قَاضِيا بالمهجم فَلم يزل عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة جعل الْقَضَاء الى الظفاري الَّاتِي ذكره فَجعل ولد الْفَقِيه عبد الله الشغدري مقدمي الذّكر مَكَان هَذَا لتكرر الشكوى من اهل المهجم ونواحيها مِنْهُ فَلم تطل ايام الظفاري بل جرى لَهُ مَا جرى كَمَا سَيَأْتِي فَعَاد ابْن الاديب وَعَاد هَذَا فَهُوَ عَلَيْهِ الى الْآن سنة ثَلَاث وَعشْرين ثمَّ يحي هُوَ الان مدرس بزبيد ورايته غير قَاصِر يذكر الْفِقْه
وَمُحَمّد تفقه ثمَّ اعتزل وَحصل لَهُ ولد وَقد انْقَضى ذكر المتحقق من الحضارم مِمَّن يسْتَحق الذّكر بِالْعلمِ وبهم نختم ذكر فُقَهَاء الضحي وَلم يبْق غير ذَلِك الْبَيْت الثَّالِث من الثَّلَاثَة الأبيات الَّتِي تقدم ذكرهَا وَهُوَ بَيت أبي