بكر يعرف باليماني يسكن فِي صقع من حراز يعرف بصعفان لعرب هُنَالك يعْرفُونَ ببني جليخ وَكَانَ هَذَا مُحَمَّد فَقِيها يغلب عَلَيْهِ الْعِبَادَة وَصَاحب كرامات الى ان توفّي وَخلف ولدا اسْمه احْمَد يذكر عَنهُ فَوق مَا يذكر عَن ابيه من الصّلاح واطعام الطَّعَام للوارد وَالْمَشْي فِي حوائج النَّاس الى الاماكن المتباعدة وَلَقَد سَمِعت من ذكره مَا يطرب ويعجب بَلغنِي انه توفّي سنة سِتّ وَعشْرين تَقْرِيبًا وَبِهَذَا الصقع رجل اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عمرَان فَقِيه مبارك يخطبهم ويؤمهم يذكر بِالْخَيرِ لَيْسَ هُنَالك نَاحيَة يذكر عَن اهلها الْفِقْه وَالْفضل سوى صنعاء وأعمالها ونواحيها مَعَ قلَّة فُقَهَاء السّنة فِيهَا وَلم أصل إِلَيْهَا لَكِن نقلت أَخْبَار فقهائها من الْخَبِير بهَا فَمن متقدميهم مَنْصُور بن جبر بن مصنور بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عبس بن حزب فجبر بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ رَاء وجده حزب بخفض الْحَاء المهلة وَسُكُون الزَّاي ثمَّ بَاء مُوَحدَة كَانَ فِي بدايته زيديا ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَصَارَ بِهِ عَالما وَاخْتصرَ احياء عُلُوم الدّين وَله كتاب الْفَائِق فِي الْمنطق ذكر انه صنفه سنة سبع وَخمسين وستماية وَله كتاب الرسَالَة المزلزلة لقواعد الْمُعْتَزلَة وَهُوَ من الْكتب النافعة وَكَانَ مَعَ الْعلم ذَا صَلَاح وَعبادَة صَاحب كرامات انْتفع بِهِ جمع كثير كَابْن الْحميدِي وَمُحَمّد بن مَسْعُود الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا وَمِنْهُم احْمَد بن الْبَنَّا اصله من ظفار الاشراف تفقه فِي بدايته بِمذهب الزيدية ثمَّ اتَّسع علمه فَصَارَ مُجْتَهدا لَا يُقَلّد اماما وَلَا غَيره فِي مسالة وَكَانَ كثير الْعُزْلَة عَظِيم الْوَرع توفّي على ذَلِك سنة خمس اَوْ سِتّ وَتِسْعين وستماية وَمِنْهُم السَّيِّد يحي بن مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سراج بن الْحسن السراجي نِسْبَة الى جده سراج الدّين اُحْدُ الاشراف الحسنيين كَانَ هَذَا اماما كَبِيرا فِي مَذْهَب الزيدية وَعَلِيهِ عكفوا مُدَّة حَتَّى قَامَ وَادّعى الْإِمَامَة وَنزل مَعَ قوم من حصن لَهُم يعْرفُونَ