ببني فاهم واطبق مَعَهم على اجابته خلق كثير من النَّاحِيَة وحسده الاشراف على الترأس عَلَيْهِم وَكَانَت قِرَاءَته الْعلم بتهامة على الامام احْمَد بن عجيل وَكَانَ الشّعبِيّ حِينَئِذٍ بِصَنْعَاء فبذل لبني فاهم مَالا جزيلا حَتَّى قبضوا عَلَيْهِ وسلموه اليه فكحله بعد حَبسه اياما وَورد امْر السُّلْطَان الْملك المظفر بكحلة فَانْزِل الله بالذين باعوه الجذام حَتَّى ان كَانَ الرجل مِنْهُم ليعتزل فِي الْكَهْف من الكهوف لِئَلَّا يجذم اصحابه فَلَا يَدْرُونَ حَتَّى يجذم مِنْهُم اخرون ثمَّ يجيفون اجافة عَظِيمَة بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيع اُحْدُ يقربهُمْ من تغير الرَّائِحَة ونتنها حَتَّى هلك جَمِيع من كَانَ مِنْهُم حَاضرا مِمَّن قد صَار بَالغا وَلم يزَالُوا على حَالَة ضرّ من قتل بَعضهم بَعْضًا فِي كل وَقت الى عصرنا وَكَانَ كحله عَام بضع وَخمسين وستماية فِي الْحجَّة واقام بِصَنْعَاء مَكْحُولًا يُؤْخَذ عَنهُ الْعلم ويأتيه النذور من الْمُسلمين الى ان توفّي فِي شهر صفر الْكَائِن فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وستماية وَخلف ابْنَيْنِ هما مُحَمَّد وَأحمد فمحمد كَانَ نحويا مجودا وَأحمد ولي كِتَابَة انشاء الْعَادِل بن الْأَشْرَف وَلَهُم ذُرِّيَّة بِصَنْعَاء على خير وَمِنْهُم مُحَمَّد بن مَسْعُود عرف بالطير تفقه بِابْن جبر وَكَانَ فَقِيها فَاضلا يَنُوب الْقَضَاء والخطباء بِصَنْعَاء وَتُوفِّي بعد شَيْخه مَنْصُور بِمدَّة قريبَة وَلم اتحقق لَهما تَارِيخا
وَمِنْهُم احْمَد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الحميد المنتابي نِسْبَة الى قوم يعْرفُونَ ببني المنتاب ويشتهر بني الْحميدِي نِسْبَة الى جده عبد الحميد وَهُوَ من قوم يعْرفُونَ ببني الْمحلي زيدية ويشتهر الى عصرنا الْفُقَهَاء بَنو حميد مِنْهُم هَذَا احْمَد كَانَ فِي بدايته اسماعيليا ثمَّ انْتقل الى مَذْهَب الشَّافِعِي وتفقه بِابْن جبر وبعمر بن سعيد القَاضِي فِي الْفِقْه والْحَدِيث واخذ الاصول عَن رجل غَرِيب يعرف بالاربلي والنحو عَن الوشاح واليه انْتَهَت رياسة الْفَتْوَى على مَذْهَب الشَّافِعِي بِصَنْعَاء ونواحيها وَكَانَ وَفَاته فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة بعد ان صَار الى نَيف