جعلُوا هَذَا ابراهيم قَاضِيا بجبله فَلبث يَسِيرا وَتُوفِّي على ذَلِك برمضان سنة ثَمَانِي وَتِسْعين وستماية فَرَآهُ بعض اصحابه بعد مَوته فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ وَمَا عَسى ان يفعل بِي ولميقتسم ورثتي بعدِي درهما وَحمل على اعناق الرِّجَال الى ذِي عقيب فقبر الى جنب قبر ابيه
وَمِنْهُم صنوه عبد الله كَانَ فَقِيها خيرا تفقه بعمر بن سعيد ايضا وَكَانَ صَالحا تقيا وَلما تفوفي وَدفن وقف شَيْخه على قَبره سَاعَة وَهُوَ مصغ فَقَالَ بشرني الله ياتاج وَالله بشرني الله يَا تَاج فساله بعض خواصه عَن مُوجب ذَلِك فَقَالَ لم ار منسبق الْملكَيْنِ قبل اني يسْأَله غير هَذَا وَكَانَ الْفَقِيه يلقب بالتاج وَكَانَت وَفَاته رَابِع رَجَب من سنة سبع واربعين وستماية
وَمِنْهُم صنوه احْمَد تفقه ايضا بعمر بن سعيد وَكَانَ فروعيا اصوليا سَمِعت شَيخنَا اباب الْحسن الاصبحي يثني عَلَيْهِ وعَلى مَعْرفَته بالاصول وَالْفُرُوع وَقَالَ اجْتمعت بِهِ فِي الْجند فَوَجَدته عَارِفًا وَكَانَت وَفَاته منتصف رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وستماية
وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن مُحَمَّد المشوري نِسْبَة الى قَرْيَة تعرف بمشورة بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْوَاو ثمَّ رَاء بعْدهَا هَاء سَاكِنة كَانَ فَقِيها صَالحا تفقه بعمر بن سعيد وَلم اعرف تَارِيخه
وَمِنْهُم سعيد بن عبد الله مولى فاتن المعزي كَانَ لَهُ اجْتِهَاد بِطَلَب الْعلم تفقهه بعمر بن سعيد ايضا وَملك عدَّة كتب مِنْهَا وجيز الْفِقْه فَلَمَّا بِيعَتْ تركته بيع الْوَجِيز بِعشْرَة دَنَانِير فرأه بعض اصحابه بعد ذَلِك وَهُوَ يَقُول يَا سُبْحَانَ الله يُبَاع الْوَجِيز الَّذِي هُوَ لي على فلَان بِعشْرَة دَنَانِير وَالله لَو أَعْطَيْت بِهِ مَا أَعْطَيْت لم أبعه
ثمَّ قد عرض ذكر فاتن المعزي وَكَانَ من اعيان اهل الدّين وَالدُّنْيَا وَكَانَ استاذا حَبَشِيًّا مُتَعَلقا بأذيال الْعلم وصحبته أَهله ومحبتهم والمرء مَعَ من احب