وَركب بغلته وَعَاد الى بَاب السُّلْطَان فحين وَصله اسْتَغَاثَ وقلب عمَامَته فَسئلَ عَن السَّبَب فاخبر بِهِ فامر الْمَنْصُور عونا الى الْفَقِيه يساله عَن الْقَصْد فحين اتاه واخبره بذلك قَالَ لَهُ الْفَقِيه سلم على السُّلْطَان وعرفه انه لَا يحل لَهُ ان يتْرك الْيَهُود يركبُوا البغال بالسروج وَلَا ان يتراسوا على الْمُسلمين بالركوب والملابس وَمَتى فعلوا هَذَا فقد خلعوا ذمَّة الاسلام مِنْهُم وَوَجَب قتال فَاعل ذَلِك فحين عَاد الرَّسُول الى السُّلْطَان واخبره بِجَوَاب الْفَقِيه فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ تقدم مَعَ الرَّسُول الى الْفَقِيه ليعرفك مَا يجب بِالشَّرْعِ فافعله ثمَّ قَالَ للرسول قل لَهُ يسلم عَلَيْك فلَان وَيُحب ان تعرف الْيَهُودِيّ مَا يجب عَلَيْهِ بِالشَّرْعِ وَمَتى جاوزه فقد برِئ مِنْهُ فَقَالَ الْفَقِيه لِلْيَهُودِيِّ مَا يجب عَلَيْك كَذَا وَكَذَا وَلَا تفعل الا مَا هُوَ كَذَا وَكَذَا وَمَتى تعديت وَجب قَتلك وَحل دمك وَانْصَرف الْيَهُودِيّ على ذَلِك الى السُّلْطَان فاخبره الرَّسُول بذلك فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ اياك تتعدا مَا امرك بِهِ الْفَقِيه وامره بالانصراف وَلم يزل هَذَا الْفَقِيه على التدريس فِي الْمَسْجِد الْمَذْكُور حَتَّى توفّي ثامن رَمَضَان سنة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ وستماية
وَمِنْهُم ابو السُّعُود بن الْحُسَيْن بن مُسلم بن عَليّ بن عمر الفضلي الْهَمدَانِي وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه حُسَيْن صَاحب الفراوي مقدم الذّكر تفقه بِمُحَمد بن مَضْمُون وبابي عبد الله العمراني المحلميين واخذ عَن عَليّ بن ابي بكر التباعي وارتحل الى عدن واخذ بهَا عَن القَاضِي ابراهيم بن احْمَد القريظي وَكَانَ زميله فِي الْقِرَاءَة حُسَيْن العديني وسُفْيَان الابيني وَولده ابو بكر والسني الشحري وَغَيرهم الَّاتِي ذكرهم وَكَانَ بذلك بِمدَّة مِنْهَا سلخ سنة احدى عشرَة وَسَبْعمائة وَعَاد الْجَبَل فدرس بجبلة وَغَيرهَا وَهُوَ اُحْدُ اشيوخ القَاضِي عبد الله العرشاني ودرس بِمَسْجِد عكار بعد الماربي الى ان توفّي بِشَهْر الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وستماية
ثمَّ صَار الْفِقْه بطبقة اخرى وَجَمَاعَة غالبهم اصحاب الْفَقِيه عمر بن سعيد
وَمِنْهُم ابو بكر بن عذيب مَسْكَنه قَرْيَة المعبري غربي ذِي عقيب كَانَ