وَلما كَانَ الْأَمر كَذَلِك قَالَ المظفر ولد الْملك الْمُؤَيد لابيه يَا ابت احب ان ارى الْفَقِيه عبد الصَّمد قبل الْمَوْت وَهُوَ اذ ذَاك مَرِيض منزولا بِهِ فَكتب الْمُؤَيد الى هَذَا الْفَقِيه سَأَلَهُ أَن يتفضل بالوصول ويعلمه مرض الْوَلَد واستدعائه لَهُ تَعَالَى فَلم يكن من الْفَقِيه الا تجهز بالوصول لَيْلًا ثمَّ اجْتمع بالمريض وَعَاد بَلَده وَكَانَت قريته ملْجأ للخائفين وملاذا للمتجورين وبيته مقصدا للزائرين وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي منتصف شَوَّال الْكَائِن فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَمِنْهُم من قريته الْمَذْكُورَة اولا شَيْخي ابو عبد الله مُحَمَّد عرف بمكرم بن مَسْعُود بن احْمَد بن سَالم الْعَدوي نسبا والمكرم لقبا قدمت المخلاف على مَا تقدم ذكره واقمت بِذِي عقيب اجْتمعت بِهَذَا الْفَقِيه فآنسني وحبب الي وُصُوله الى قريته فاتيته وقرأت عَلَيْهِ طَبَقَات الشَّيْخ ابي اسحاق واخذت عَنهُ طَبَقَات ابْن سَمُرَة اجازة وَعَلِيهِ قَرَأت التَّبْصِرَة فِي اصول الدّين اول مرّة والقحطانية وَكَانَ فَقِيها صَالحا زاهدا ورعا متمسكا بالاثر وقرأت عَلَيْهِ الرسَالَة الجديدة للامام الشَّافِعِي وَكَانَ لَدَيْهِ معرفَة بالفقه والنحو والْحَدِيث واللغة وَهُوَ اُحْدُ من ارتضيت سَرِيرَته فِي المخلاف من الْفُقَهَاء لما مرض مرض الْوَفَاة دخل عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء يعودونه يَوْم اُحْدُ قبل وَفَاته بِخَمْسَة ايام قَالَ الْمخبر فَجعل يحدثني وسألني ان اجله واستحل لَهُ من حضر أَو غَابَ ويودعني فهويت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ انت بِخَير وَفِي عَافِيَة فَقَالَ لم يبْق من عمري غير خَمْسَة ايام ثمَّ جعل يكلمني بِمَا يقوى قَوْله فَقلت مَا الدَّلِيل على فرَاغ عمرك فَقَالَ رَأَيْت الْحق سُبْحَانَهُ نَهَار أمس فهممت ان اتعلق بِهِ فَقيل لي بعد سِتّ فَوَقع بقلبي انها سِتَّة ايام وَقد مضى لي يَوْم وَلما حَضرته الْوَفَاة أُغمي عَلَيْهِ فَلَمَّا افاق قَالَ لمن حوله ايْنَ الثَّوْب الَّذِي أعطانية رَبِّي ولازم على ذَلِك فاعطوه ثوبا من ثِيَابهمْ فَرده وَقَالَ ان ثوب رَبِّي لَا يشبه ثِيَاب الادميين وَمَا