المظفر زَارَهُ بعد ذَلِك الى منزله كَمَا قدمنَا وَلم يزل على الْحَال المرضي وَمن سيرته انه كَانَ اذا مَشى اطرق الى الارض فَلَا يلْتَفت يَمِينا وَلَا شمالا وَلَا يرفع رَأسه وَمَا احقه بقول الشَّاعِر ابْن نَاصِر ... إِن الصَّحَابَة كَانَ من اوصافهم ... اهل الْوَقار مواقع للطيور ... وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْجُمُعَة اول وَقت الْعشَاء فِي شهر شعْبَان من سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وقبر عِنْد قبر وَالِده بالمقبرة الغربية من سهفنة وقبورها تزار ويتبرك بهَا وزرتها مرَارًا لانني سَمِعت اهل الْقرْيَة وَغَيرهم يذكرُونَ لقبورهم اثارا وان مَتى نزل بهم حَادث لاذوا بهَا فَيكْشف عَنْهُم

وَمِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أسعد أبي عَليّ بن فضل الصعبي يعرف بالجعميم لقبا بخفض الْجِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وخفض الْمِيم ثمَّ يَاء سَاكِنة مثناة من تَحت ثمَّ مِيم ايضا درس بعد شَيْخه مقدم الذّكر وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا صَالحا تقيا مبارك التدريس موفقا بالفتوى وَسَأَلَهُ جمَاعَة من فُقَهَاء النَّاحِيَة أَن يسمعهم كتاب النقاش فتهيأ لذَلِك فَقَالَ لَهُ بعض اولاد القَاضِي أسعد بن مُسلم تفضل يَا فَقِيه اجْعَل ذَلِك عِنْدِي بدار يزِيد لأَقوم بكفاية الْجَمَاعَة فاجابه الى ذَلِك يجْتَمع بَاطِنه وبواطن القارئين والسامعين وَسَار من سهفنة الى دَار يزِيد فَاجْتمع اليه خلق كثير فَبَيْنَمَا هم على ذَلِك اذ ورد عَلَيْهِم مَسْأَلَة نحوية فبقوا متحيرين لَا يقدرُونَ يفتاتون على الْفَقِيه بِالْجَوَابِ وَلَا جزموا يعرفونه بِهِ لعلمهم انه لم يعرف شَيْئا من النَّحْو بل بضاعته فِيهِ مزجاة وَلم يَجدوا من يناوله ورقة السُّؤَال فَنَاوَلَهُ بَعضهم رَجَاء انه حِين يقف عَلَيْهَا يُشِير بهَا الى احدهم فحين وقف عَلَيْهَا اخذ الْقَلَم وجوب عَلَيْهَا جَوَابا شافيا كَأَنَّهُ قد اتقن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015