جزا جيدا من النَّحْو ثمَّ ناولها الْفُقَهَاء فتصفحوا ذَلِك وارتضوه وعجبوا من ذَلِك اشد الْعجب قَالَ الْفَقِيه صَالح وَكنت الْقَارئ لغالب الْكتاب وَالْجَمَاعَة سامعون قَالَ وَكَانَ قد يَنْعس الْفَقِيه فِي اثناء الْقِرَاءَة فَنَامَ فغلب على الظَّن انه لَا يسمع فاردت ان اكاسر عَن الْقِرَاءَة اذ بِي ارى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَاعِدا بِموضع الْفَقِيه وَهُوَ يَقُول لي اقْرَأ يَا صَالح فَقَرَأت وَلم اسْكُتْ بعد ذَلِك ثمَّ رَأَيْت الْفَقِيه قد فتح عَيْنَيْهِ عقيب ذَلِك وَتَبَسم إِلَيّ خَاصَّة فَلم ادر مَا تَحت بسمته من معنى وَكَانَت وَفَاته بالقرية فِي شهر الْحجَّة سنة ارْبَعْ وَتِسْعين وسِتمِائَة بعد بُلُوغ عمره بضعا وَسِتِّينَ سنة
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عُثْمَان التويم قد ذكرته بقرية قرامد من نَاحيَة الْجند وَمن الْقُضَاة الْمَذْكُورين اولا اخرهم ابو احْمَد اِسْعَدْ بن مُسلم كَانَ من اهل الدّين والمروة والانسانية شهد لَهُ بِالْخَيرِ اعيان زَمَانه ذكر الثِّقَة انه اجْتمع مَعَ رجل زَمَانه ابي الْخطاب العقيبي وَسليمَان الْجُنَيْد بديت القَاضِي الْمَذْكُور فباتا فِي صَلَاة وَقيام وَبَات القَاضِي نَائِما قَالَ الْمخبر وَهُوَ الْفَقِيه عبيد السهولي مقدم الذّكر فتحيرت هَل اوافقهم فِي الصَّلَاة ام اوافق القَاضِي فِي النّوم وَبقيت انازع النَّفس فِي ذَلِك واذا بالفقيه الْجُنَيْد قد اخف فِي صلَاته ثمَّ سلم وَقَالَ لي يَا فلَان صَاحبك هَذَا من الَّذين لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ فَلَا تعلمه بذلك وَتزَوج بابنة القَاضِي مَسْعُود ابْن عَليّ الْمُقدم ذكره وانه وَالِي الْقَضَاء الاكبر فَاتَت لَهُ بابنتين وابنا فَتزَوج إِحْدَاهمَا القَاضِي الملقب بالبهاء الْمُقدم ذكره والاخرى اخوه حسان مقدم الذّكر واما الابْن فسكن سهفنة وَسَار بسيرة غير مرضية حمله عَلَيْهَا الشَّبَاب والجاه بصهره وَكَانَ لَهُ ولدان غَيره من اهل البصرى من عدن هما احْمَد وَعبيد فاحمد هُوَ الَّذِي عزم على الْفُقَهَاء حَتَّى سمعُوا عِنْده على الْفَقِيه مُحَمَّد بن اِسْعَدْ مَا قدمنَا ذكره وَتُوفِّي وَعبيد بَاقٍ الى عصرنا وَتُوفِّي القَاضِي اِسْعَدْ على اكمل طَرِيق من الاحسان واطعام الطَّعَام لمن وَصله من الانام وَذَلِكَ يَوْم الاربعاء لعشرين من صفر سنة ارْبَعْ وَسبعين وسِتمِائَة فِي مصنعة سير عِنْد ابْنَته وقبر بمقبرة سير مَعَ جمَاعَة من