حَيْثُ لَا نشعر وَلم يَأْخُذُوا عَنهُ شَيْئا وتفقه بِهِ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن اِسْعَدْ الجعميم ثمَّ ابو بكر بن احْمَد التباعي وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام إِلَّا فِي مذاكرة الْعلم اَوْ ذكر الله تَعَالَى وَكَانَ شَدِيد الْوَرع عَظِيم الزّهْد وَبِالْجُمْلَةِ فمأثره كَثِيرَة وَلما تحقق المظفر صَلَاحه زَارَهُ الى منزله بسهفنة وَدخل بَيته وَسَأَلَهُ ان يطعمهُ شَيْئا فَدخل الْفَقِيه موضعا من بَيته واخرج لَهُ وللقاضي الْبَهَاء خبْزًا من بر وَلم يكن يعْهَد مَعَه شَيْء فَأكل السُّلْطَان وَالْقَاضِي مَا شَاءَ الله ثمَّ اخذا شَيْئا يتبرك بِهِ ويطعماه من احباه ثمَّ خرجا فَخرج الْفَقِيه يوادعهما الى الْبَاب فَدخلت امْرَأَته فَوجدت بَقِيَّة الْخَبَر فِي الْمَائِدَة فعجبت من ذَلِك اذ لم تعهده مَعَه شَيْئا وَدخلت بَيته مَجْلِسه متبركا بِهِ رَحمَه الله وَسَأَلَ المظفر مرّة من القَاضِي اِسْعَدْ بن مُسلم ان يجمع بَينه وَبَينه فَقَالَ ان ظهر لَهُ ذَلِك لم يوافقني عَلَيْهِ وسأخادعه مخادعة من لَا يشْعر بهَا حَتَّى يَأْتِيك ثمَّ انه لما عَاد سهفنة صَار يعرض للفقيه زِيَارَة مَسْجِد الْجند ويرغبه فِي ذَلِك وَالسُّلْطَان يَوْمئِذٍ فِي الْجند فَلم يزل القَاضِي يتلطف بِهِ وَيحسن لَهُ زِيَارَة الْمَسْجِد حَتَّى اجابه الى ذَلِك فِي يَوْم جُمُعَة فَنزلَا الْجند وَلما صَارا بهَا كتب القَاضِي الى السُّلْطَان يُعلمهُ وَيَقُول ان الصَّوَاب ان مَوْلَانَا السُّلْطَان يقف فِي دهليز بَاب الْبُسْتَان القبلي وَلَا يتْرك مَعَه جندا فَفعل السُّلْطَان ذَلِك وَلما صلى النَّاس الْجُمُعَة خرج القَاضِي والفقيه يتماشيان من بَاب الْمَدِينَة قَاصِدين بلدهما وَقد امْر الغلمان ان يتقدموا بالدواب حَتَّى يتجاوزا الْموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ فَلَمَّا صَارا على قرب من الْموضع الَّذِي تواعدا اليه وَبِه ميل يسير عَن الطَّرِيق قَالَ القَاضِي يَا سيدنَا مل بِنَا الى هَذَا الْموضع نستظل فِيهِ سَاعَة بَيْنَمَا يلحقنا صَاحب بِشَيْء قَلِيل نسير بِهِ للعائلة هَدِيَّة فوافقه الْفَقِيه ودخلا الدهليز فوجدا السُّلْطَان قَاعِدا كاحاد من النَّاس عِنْده خَادِم اَوْ خادمان فحين دخلا وسلما قَامَ بِوَجْه الْفَقِيه وبش فِيهِ وَصَافحهُ واجلسه مَعَه ثمَّ سَأَلَهُ ان يدعوا لَهُ فَدَعَا الْفَقِيه موجزا وَخرج مسرعا وَوَقع فِي نَفسه ان ذَلِك هُوَ السُّلْطَان ان القضضي احتال عَلَيْهِ فَعَاتَبَهُ على ذَلِك فَقَالَ القَاضِي يَا سَيِّدي الْفَقِيه لَا بَأْس بذلك هَذَا سُلْطَان فِيهِ خير يحب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَلَوْلَا ذَلِك مَا احب الِاجْتِمَاع بك ثمَّ جعل يعدد لَهُ فِي المظفر خِصَالًا كَثِيرَة تدل على خَيره ثمَّ ان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015