وَمن المخلاف جِهَة عَنهُ الْجَبَل الْمُقدم ذكره كَانَ بهَا عبد الله بن مُحَمَّد وَولده كَانَا فقيهين فاضلين فوالده أَخذ عَن الْحَافِظ العرشاني وَعَن طَاهِر بن يحيى وَولده قبل اهل عرشان ثمَّ حصلت بَينه وَبينهمْ وَحْشَة فاوجبت نفوره عَنْهُم الى بَاب السُّلْطَان فَذكرُوا أَنه ارتحل الى بَاب السُّلْطَان وَهُوَ إِذْ ذَاك بزبيد الْمُقدم ذكرهَا فَلم يزل يتلطف حَتَّى وصل الى امير خاندار فَوجدَ عِنْده وَرقا مصريا وكتابا وَهُوَ يطْلب نَاسِخا ينْسَخ لَهُ فَقَالَ يَا امير مَاذَا تُرِيدُ ننسخ لَك فَقَالَ اريد نسخ مُخْتَصر الْعين فَقَالَ مَا ترى وانا انسخه لَك فنظره بازدراء وَقَالَ كَيفَ تعرف النّسخ وانت بدوي وَذَلِكَ انه كَانَ عَلَيْهِ وفره وقميص ذُو جيب ونعلين عربيين فَقَالَ يَا أَمِير أَنا رجل من أهل الْعلم ومحفوظي من كتب اللُّغَة هَذَا الَّذِي تُرِيدُ نسخه وَكَانَ الْكتاب بحضن الامير ففتشه وَقَالَ اسمعني مِنْهُ فاسمعه الْبَاب الاول ثمَّ فتح وَسطه وامره ان يسمعهُ مِنْهُ بَابا ثمَّ فتح اخره وامره ان يسمعهُ بَابا فِيهِ ايضا فحين فرغ تهلل وَجه الامير وبش بِهِ واكرمه ثمَّ سَأَلَهُ ان يرِيه خطه واعطاه بَيَاضًا ودواة ثمَّ كتب خطا سحرًا فاستدعى الامير بسوسية وعمامة وَمِلْحَفَة ثمَّ ذهب بِهِ الى منزله واحضر لَهُ الْمُحْتَاج اليه فِي النّسخ فنسخ الْكتاب بِمدَّة قريبَة

وَعلم اهل عرشان بذلك فاستعملوا عَلَيْهِ من سهل لَهُ الْعود من غير شكا وهم يَفْعَلُونَ لَهُ مَا طلب فَلم يشك وَعَاد بَلَده بعد احسان من الامير فَعمل لَهُ اهل عرشان مَا طلب وعاش طَويلا وَرُبمَا بلغ ثَمَانِينَ سنة وَلم اتحقق تَارِيخه وموضعه يعرف بِذِي الْبَارِي وَبِه توفّي وَله ذُرِّيَّة لم يَكُونُوا على كَمَال باعوا شَيْئا من كتبه كَيْلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015