عَن الْعَفِيف بن سران اُحْدُ التُّجَّار الواردين الى عدن من بَغْدَاد قَالَ الزمني الْملك المظفر انْظُر فِي وقف عدن وَمن جملَته وقف فِي لحج على الْمدرسَة المنصورية صرت لَا اخْرُج لمباشرته بل اكْتُبْ الى حَاكم لحج يَكْفِينِي مَعَ الْكتاب مُؤنَة التَّفْرِيط فَكتب بعض الفضوليين الى المظفر يُخبرهُ بذلك فشق عَلَيْهِ وَكتب إِلَيّ يَقُول بَلغنِي انك اهملت الْوَقْف وَحَتَّى انك اضربت لَا تخرج الى لحج بل تركن على الْكتاب قَالَ فَكتبت اليه اعتذار وَقلت أَنِّي إِذا أبْعث الْكتاب ثمَّ لم أبقهم حَتَّى اكْتُبْ الى قَاضِي لحج يُبَاشر مَعَهم قَالَ فَعَاد جَوَابه إِلَيّ يَقُول لي الْكتاب لصوص وقاضي لحج ألص مِنْهُم تحسبه ابْن الْجُنَيْد نفع الله بِهِ وَلما دخل بعد القَاضِي الْعَنسِي وَكَانَ لَهُ على الْكتاب والوكلاء وَظِيفَة يصلونه بهَا فوصل الْكَاتِب الى ابْن الْجُنَيْد بِشَيْء جمعه لَهُ جنس فَقَالَ لَهُ من ايْنَ لَك هَذَا فاخبره بِالْعَادَةِ الْجَارِيَة مَعَ الْعَنسِي فَقَالَ لَا حَاجَة لي بِشَيْء من ذَلِك واحذرك انت ان تَأْخُذ اَوْ وَاحِد من اصحابك من النَّاس شَيْئا يزِيد على الْوَاجِب من الاخرة وان تستريبوا احدا من النَّاس فَلَا تلقونَ معي خيرا واخرجكم عَن الْبَلَد صاغرين ثمَّ مَتى وصلتم إِلَيّ بِشَيْء من هَذَا نكلت بكم فَاعْلَم اصحابك بِذَاكَ وَاتَّقوا الله بنفوسكم وَالنَّاس فَخرج الْكَاتِب الى اصحابه وَقد ملىء رعْبًا واخبرهم بِمَا تمّ ذَلِك وَانْقطع بذالك طمعهم عَن النَّاس وَانْقطع ذَلِك عَن الْحُكَّام فِي مدَّته ثمَّ مُدَّة ابْن عَبَّاس ورايت من النَّاس من يتَوَقَّف فِي غَيرهمَا وَدخل المظفر عدن فَسَأَلَ عَنهُ فاثنى عَلَيْهِ التُّجَّار ثَنَاء مرضيا حَتَّى نبل فِي قلبه ثمَّ حدث امْر اوجب طلبه الى حَضْرَة السُّلْطَان فامر لَهُ من طلبه فوصل الرَّسُول وَعَلِيهِ ثِيَاب البدله وثيابه مَعَ المصبن فَعَاد الرَّسُول وَاعْلَم المظفر بذلك فازداد عِنْده نبْلًا ومكانة وَقَالَ قد لهَذَا الْحَاكِم الْمدَّة وَهُوَ لَا يملك الا بدلة ان هَذَا لامر عَظِيم ثمَّ حضر القَاضِي الْبَهَاء فَسَأَلَهُ وَقَالَ يَا