قَاضِي بهاء الدّين بلغنَا ان الْحَاكِم فَقير وَيجب ان نزيد فِي جامكيته وَكَانَت لَا تقوم بِهِ فكم ترى نزيده فَقَالَ عشرَة دَنَانِير فَأمر السُّلْطَان يَجْعَلهَا اربعين دِينَارا اذ كَانَت ثَلَاثِينَ دِينَارا فعتب عقلاء التُّجَّار وَغَيرهم على الوساطة الَّتِي توَسط بهَا القَاضِي بهاء حَيْثُ لم يقل بِجعْل اكثر من ذَلِك وَحَمَلُوهُ على الْحَسَد وَرُبمَا ظنوه انهكراهة لَهُ وَكَانَ ذَا سيرة محمودة وَقَالَ لي الْخَبِير بِحَالهِ كَانَت سيرته بعدن انه مَتى صلى الصُّبْح ذكر الله سَاعَة ثمَّ تقدم الى زِيَارَة ترب الصَّالِحين فَيبْدَأ بتربة الشَّيْخ جَوْهَر ثمَّ بتربة ابْن قيدر ثمَّ بتربة ابْن ابي الْبَاطِل ثمَّ يقوم مِنْهَا الى مَسْجِد ابان فيركع الضُّحَى ثمَّ يَأْتِي مجْلِس الحكم فيقعد فِيهِ يقْضِي فِيهِ مَا شَاءَ الله ثمَّ يدْخل منزله يقيل فِيهِ سَاعَة ثمَّ هَذَا دابه حَتَّى توفّي وَكَانَ مِمَّن لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم مُنْكرا للْمُنكر اخبرني الثِّقَات من اعوانه انه مُرُوهُمْ مَعَه بكنيسة يهود وفيهَا معلم واولادهم وهم يرفعون اصواتهم فَلَمَّا سمعهم لم يَتَمَالَك ان هجم الْكَنِيسَة وخلع نَعله وَضرب الْمعلم ضربا مؤلما بالنعل ثمَّ ضرب من حوله فَخَرجُوا من الْكَنِيسَة هاربين وَلم يزل ممتحنا بِالْقضَاءِ حَتَّى توفّي لَيْلَة الْخَمِيس سادس رَجَب سنة ثَمَانِي وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وقبر بالقطيع الى جنب قبر القَاضِي مُحَمَّد بن اِسْعَدْ الْعَنسِي الْمُقدم ذكره فِي اهل ذِي اشرق وَلما ثَبت عِنْدِي عدالتهما وتميزهما على سَائِر حكام عدن كَانَت النَّفس كثيرا تطالبني بزيارتها اذ كَانَ على مجاهدة النَّفس قَادِرين وَهِي اشد من مجاهدة الْجِسْم ثمَّ خَلفه فِي بِلَاد السهولة ابْنه عبد الرَّزَّاق كَانَ جيدا تقيا عالي الهمة ولاه ابْن الأديب قَضَاء جبلة فَكَانَ يذكر بِالدّينِ والورع وسلامة النَّفس وَتُوفِّي على ذَلِك بقرية السهولة فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وَسَبْعمائة وَخَلفه اخ لَهُ اسْمه عبد الاكبر يذكر بالفقه وَالْعِبَادَة وَولي قَضَاء الشوافي ويحكي عَنهُ ورع متقن ولعَبْد الرَّزَّاق ولد ايضا اسْمه احْمَد يذكر بِالْخَيرِ وَهُوَ مكب على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ هُوَ الْآن حَاكم بموزع

وَمِنْهُم ابْن الْفَقِيه عبيد الْمَذْكُور اولا مولده شَوَّال سنة احدى وَخمسين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015