مَالك

وارتحل الى زبيد فاخذ بهَا الْفَرَائِض عَن سعيد بن مُعَاوِيَة والتنبيه عَن ابْن قَاسم الْمَذْكُورين فِي اهل زبيد وَسمع الْبَيَان على عبد الله بن يحي وَلما حج اخذ بِمَكَّة عَن ابْن النُّعْمَان بن بشير بن ابي بكر التبريزي وتفقه بِهِ جمَاعَة من بَلَده وَغَيرهَا وَسَأَلَهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء ان يقف لَهُم بمدرسة المسانيف يسمعُونَ عَلَيْهِ الْبَيَان فَسمع عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم احْمَد بن ابي بكر بن ابي الْخَيْر من زبيد وَصَالح بن عمر من السفال مَعَ جمع كثير وَكَانَت وَفَاته فَجْأَة لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لثمان بَقينَ من صفر الْكَائِن فِي سنة ارْبَعْ وتستعين وسِتمِائَة

وَمِنْهُم ابْن اخيه ابو الْعَتِيق أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه مُحَمَّد مقدم الذّكر الملقب بِالْقَاضِي ابْن الْجُنَيْد تفقه فِي بدايته بِعَمِّهِ الْمَذْكُور انفا ثمَّ صحب الْفَقِيه عمر بن سعيد العقيبي واخذ عَنهُ ثمَّ امتحن بِقَضَاء جبلة فَسَار السِّيرَة المرضية ثمَّ نقل الى قَضَاء عدن فَكَانَ فِي ذَلِك الزَّاهِد الْمَعْرُوف والعادل الْمَوْصُوف بِحَيْثُ سَمِعت اهل عدن مُجْمِعِينَ على عَدَالَته ونزاهته وصيانة عرضه وزهده وورعه بِحَيْثُ يغلب على سامع ذكره انه لم يكن ليدْخل فِي قَضَاء عدن لَهُ نَظِير وَلما صَار بعدن وجد مدرسها عبد الرَّحْمَن الابيني الَّاتِي ذكره فاخذ عَنهُ الْوَسِيط وعيره واستفاض ورعه عِنْد الْمُلُوك والامراء فِي الْيمن وَغَيرهَا حَتَّى اخبر الثِّقَة انه جرى لبَعض تجار الكارم محاكمة فِي مصر مُتَعَلقَة بعدن واتصل امرها الى الشجاعي الامير الْمَشْهُور بالجبروت والعسف فاراد ان يعْمل مَعَ صَاحبهَا عناية ويسهل عَلَيْهِ الامر فَقيل لَهُ انك تُرِيدُ نَفعه فتضره ان فِي عدن قَاضِي لَا تاخذه فِي الْحق لومة لائم وَلَا يُؤثر فِيهِ مَا يُؤثر بِغَيْرِهِ من المدارة

والرشا فَقَالَ وَمن ذَلِك فَقيل لَهُ رجل يعرف بِابْن الْجُنَيْد فَقَالَ وَقد وَالله سمعنَا بِهِ وانه رجل تَقِيّ ثمَّ ترك التَّاجِر عمل مَا يَنْبَغِي عمله واما شَأْنه مَعَ مُلُوك الْبِلَاد فاخبرني عبد الْملك الْوراق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015