للْجَمِيع فَقَالَ هَذَا لَام الْفُقَرَاء يَعْنِي زَوْجَة الشَّيْخ فاخذه وَقطع مِنْهُ الْحَرِير فَصَارَ دونهن اذ فِيهِ قطع وخشن فلبسته ام الْفُقَرَاء على ذَلِك وَلَيْسَ كَمَا ترى فِي زَمَاننَا هَذَا يتَّخذ مشايخه من فتوح الْفُقَرَاء والمساكن والملابس الْحَسَنَة والمصاغ والمراكب النفسية ويكنزون مَا زَاد على ذَلِك ويشترون بِهِ الاراضي كماترى ذَلِك فِي الْمُشَاهدَة وَبِالْجُمْلَةِ فمناقب صَاحب المقداحة اكثر من ان تحصى وَلم يزل على الْقدَم المرضى حَتَّى توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء لست بَقينَ من جمادي الاخرة اُحْدُ شهور سنة ثَمَانِي وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بِطرف الرِّبَاط وَقَامَ بعده الشَّيْخ سُلَيْمَان بن يحي وَكَانَ من اكابر مَشَايِخ الشوافي وَمِمَّنْ صحب الشَّيْخ وَحصل لَهُ مِنْهُ نصيب وافر رُؤِيَ الشَّيْخ عَليّ فِيمَا بعد مَوته فَقيل لَهُ من اسْتخْلفت على اصحابك فِي موضعك فَقَالَ الْخضر ثمَّ لما نزل بِسُلَيْمَان الْمَوْت اسْتخْلف ولدا للشَّيْخ اسْمه صَالح يحضر الْفُقَرَاء وَقَالَ لَهُم اعلموا انا جَمِيعًا ببركة هَذَا وبركة ابيه فكونوا لَهُ خادمين مُطِيعِينَ محبين واحذروا مُخَالفَته فانما كنت خَادِمًا لَهُ فَأَجَابُوا بِالْقبُولِ وَالطَّاعَة ثمَّ توفّي وَلما كَانَ بعد ايام طَوِيلَة لَيْسَ بالمرة توفّي ولد الشَّيْخ وَبَقِي الرِّبَاط فَارغًا عَن قَائِم وَكَانَ للشَّيْخ ولد كَبِير اسْمه مُحَمَّد خرج فِي ايام ابيه وساح الْبِلَاد فَبلغ مَدِينَة ظفار الحبوضي وَقعد ينظر شيخ فِيهَا يعرف بِمُحَمد بن ابي بر فَلَمَّا رأى عقلاء اصحاب الشَّيْخ حَاجتهم الى قَائِم يقوم بأمرهم بعثوا رَسُولا الى ظفار يكْتب اليه وَإِلَى الشَّيْخ يعلمونهما بِشدَّة الْحَاجة الى قَائِم يقوم بالموضع وَلَا يُوجد لَهُ غَيره فحين وصل الْعلم الى ظفار جهزه الشَّيْخ مُحَمَّد والزمه ان يعود الى مَوضِع ابيه فَقدم وابتنى الرِّبَاط على صفة ربط ظفار ومساجدها بِنَاء موثقًا وَقَامَ بالموضع قيَاما مرضيا الى ان توفّي على ذَلِك سلخ جمادي الاولى سنة عشر وَسَبْعمائة وَكنت مِمَّن حضر دَفنه وقرأته وَاجْتمعت بِهِ مرّة فِي الْجند فَرَأَيْت رجلا لبيبا عَارِفًا بِالطَّرِيقِ وَخَلفه ابْن لَهُ اسْمه يُوسُف كَانَ اذ ذَاك صَغِيرا وَهُوَ بَاقٍ على الْقيام بالموضع الى عصرنا سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة

وَقد عرض مَعَه ذكر الشَّيْخ مُحَمَّد فَهُوَ ابو عبد الله مُحَمَّد بن ابي بكر اصله من دثينة سكن رِبَاطًا خَارِجا من ظفار يذكر لَهُ كرامات كَثِيرَة وَيَده للشَّيْخ مدافع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015