خربا يعرف بالموضع الْمَعْرُوف بالمقداحة اخذ وَهُوَ اذ ذَاك لَا يسكن حوله فاعتكف فِيهِ فَبعد ايام تقدم رعاء الى الْمَسْجِد فوجدوا الشَّيْخ فِيهِ فَسَلمُوا عَلَيْهِ وَلم يزَالُوا يأتونه وَعلم بِهِ النَّاس فوصلوه وبنوا لَهُ الْمَسْجِد وَكَانَ مَسْجِدا لطيفا ثمَّ بنى لَهُ رِبَاطًا ومساكن كَثِيرَة يحكموا على يَده فرباهم التربية المحققة من الْخدمَة وَالْتزم الصّيام وَالْقِيَام والزهد والورع حَتَّى اعْترف لَهُ بالتربية كل عَارِف وَوَصفه كل واصف وَالْمَسْجِد الَّذِي اعْتكف بِهِ الشَّيْخ هُوَ مَسْجِد لطيف بَاقٍ الى الان على يسَار الرِّبَاط وَلما اقبل النَّاس على الشَّيْخ من كل نَاحيَة بالفتوحات الْكَبِيرَة كَانَ يقبلهَا قبُول فارغ عَنْهَا فَلَا يكَاد يحوز بِشَيْء مِنْهَا وَلم يكن يُمَيّز احدا من أَصْحَابه على اُحْدُ وَاجْتمعَ عِنْده جمع كثير وصلوا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة ولازموا طَرِيق الشَّرِيعَة لم يتجاوزها اُحْدُ مِنْهُم وَلَا مَعَهم وَظهر فِي أَصْحَابه جمَاعَة اخيار وَكَانَ لَا يُمَيّز نَفسه على اصحابه وَلَا حرمته على حرمهم واذا وصل فتح وصل الى الصَّغِير كَمَا يصل الى الْكَبِير حَتَّى ذكرُوا ان فَقِيرا ورد فَوضع بَين يَدَيْهِ قَلِيل زبيب فَقَالَ الشَّيْخ للنقيب خُذ هَذَا واعمله فِي المشعل بعد ان ملأَهُ مَاء فَفعل ذَلِك بِحَضْرَة الشَّيْخ وتغافل عَنهُ سَاعَة حَتَّى انحل مِنْهُ مَا ينْحل فامره ان يَدُور بِهِ على جَمِيع من فِي الرِّبَاط يسقى كلا مِنْهُ نَصِيبا وَحكى ان النَّقِيب اسْتعْمل عدَّة مصاون لِنسَاء الْفُقَرَاء وامر الصَّانِع ان يعْمل فِي المصون الَّذِي لزوجة الشَّيْخ خيطا حَرِيرًا فَلَمَّا فرغ اوصل المصاون وَهِي شَيْء تغطى بِهِ النِّسَاء رُؤْسهنَّ يُسَمِّيه اهل اللُّغَة الْخمار الى النَّقِيب فاحضرهن الى الشَّيْخ فَقَالَ لَهُ لم عملت لهَذَا علما وَلم تعْمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015