توفّي على الطَّرِيق المرضي سنة خمس وَسَبْعمائة ثمَّ خَلفه ابْن لَهُ اسْمه ابو بكر يذكر بِالدّينِ وَالطَّرِيق المرضي وَحِينَئِذٍ نرْجِع الى ذكر الْفُقَهَاء بالفراوي وَغَيرهَا فقد ذكرت ان الشَّيْخ حُسَيْن قدمهَا بعد وَفَاة الاديب سعيد وَكَانَ يسكن قبل ذَلِك قَرْيَة الصفي رَأس وَادي السحول وَهُوَ ابو عبد الله الْحُسَيْن بن ابي السُّعُود ابْن الْحُسَيْن بن مُسلم بن عَليّ الْهَمدَانِي مولده سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَسَيَأْتِي ذكر ابيه ان شَاءَ الله تَعَالَى مَعَ اهل ذِي عقيب سلك هَذَا حُسَيْن طَرِيق الْعِبَادَة وَصَارَ لَهُ بالصلاح حَتَّى توفّي على ذَلِك لليلتين مضتا منش عبان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة فَحَضَرَ قبرانه خلق كثيرا أحصى الْقُرَّاء فيهم كَانُوا سَبْعمِائة رجل وَخلف ثَلَاثَة بَنِينَ اكبرهم مُحَمَّد مولده لليلتين خلتا من الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وخسمين وسِتمِائَة وَكَانَ صَاحب مسموعات وقراءات وغلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة وَكَانَ من اكثر النَّاس تِلَاوَة لِلْقُرْآنِ مَعَ الزّهْد والورع الى ان توفّي على ذَلِك لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لخمس بَقينَ من ربيع اول الْكَائِن من سنة سبعين وسِتمِائَة فَحَضَرَ قبرانه خلق كثير من نواحي شَتَّى
مِنْهُم الْفَقِيه مُحَمَّد بن ابي بكر الاصبحي من اب وابو بكر بن احْمَد التباعي مقدم الذّكر فَذكرُوا ان التباعي كَانَ اُحْدُ الغاسلين لَهُ وَكَانَ اذ ذَاك عقيب رمد فاخذ المَاء المحتقن فِي سرته فَمسح بِهِ عينه باطنهما وظاهرهما فَكَانَ ذَلِك اخر رمد رمده حَتَّى توفّي وَهَذَانِ الفقيهان الْمَذْكُورَان احدهما من اب الْبَلَد الْمَذْكُورَة وَهِي على مرحلة من الفراوي والتباعي من المغادر على نصف مرحلة ايضا وَكَذَلِكَ الْفَقِيه عمر بن سعيد الَّذِي حضر قبران الاديب على مرحلة جَيِّدَة فَانْظُر ايها النَّاظر فِي كتابي سير هَؤُلَاءِ الْقَوْم يرتحل الانسان مِنْهُم المرحلة والمرحلتين فِي قبران اَوْ زِيَارَة لَا يمنعهُم عَن ذَلِك رياسة فقه وَلَا تدريس وَلَا كَذَلِك كماترى فِي زَمَاننَا وَخلف مُحَمَّد بن حُسَيْن ثَلَاثَة من الْوَلَد فابنه احْمَد مولده يَوْم الاحد تَاسِع الْحجَّة من سنة احدى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة كَانَ فَقِيها مُجْتَهدا محصلا