من ايراده فِي الْكتاب مِنْهُم من قدر ذكر كبنى عمرَان وَمِنْهُم من سَنذكرُهُ كالمظفر مَعَ الْمُلُوك وَمِنْهُم من اورده الان على الْعَادة الْجَارِيَة وهم الشَّيْخَانِ عبد الْوَهَّاب العريقي وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ الْحِمْيَرِي واحببت ابدأ بِذكر عبد الْوَهَّاب لتحققي لاحواله فِي الْغَالِب لقرب بَلَده من بلدي وخلطة اهله باهلها هُوَ عبد الْوَهَّاب بن رشيد ابْن عزان العريقي قد ذكرت انه ابتنى بحصن الظفر مدرسة ووقف عَلَيْهَا وَقفا جيدا وَبهَا درس جمَاعَة كَابْن حَمْزَة الذكرى الْمَذْكُور فِي اهل بادية الْجند فِيمَا تقدم واتى فِيمَن تَأَخّر وَكَانَ رجلا رَئِيسا من اعيان الرؤساء شجاعا سَمحا مهيبا عِنْد الاعداء وَكَانَت بلد العوادر بِيَدِهِ وَهُوَ يحمل للغز اتاوة مَعْرُوفَة وَكَانَ يحب الْخَيْر ويفعله وَكَانَ ممتحنا بِشرب الْمُسكر فَقدم من بَلَده زَائِرًا للفقيه عمر بن سعيد العقيبي فحين دخل عَلَيْهِ مَسْجده ربط منديله من رقبته الى رجل الْفَقِيه وعاهده على التَّوْبَة وَقَالَ لَا افتحه حَتَّى تُعْطِينِي عهدا على التَّوْبَة وَذمَّة من الشّرْب فتوقف الْفَقِيه عَلَيْهِ سَاعَة يراوده على التّرْك فَلم يقبل فاجابه الى ذَلِك وعاهده على التَّوْبَة وَكَانَ ذَلِك فِي شهر رَمَضَان ثمَّ لما عَاد بَلَده قَالَ الْمخبر وَكنت حَاضر الْمجْلس فَلَمَّا عدت الْجند اذ كنت كثيرا مَا ساكنها فَلم اصل الْعِيد فِي الْمصلى حَتَّى وصل إِلَيّ غُلَام لَهُ بالبغلة الَّتِي لَهُ وبورقة يستدعيني اليه فَلم اقم من الْمصلى الا الى ركُوب البغلة والمبادرة اليه شجنا عَلَيْهِ ان يكون بِهِ بَأْس فوصلت مسرعا بَلَده فَرَأَيْت غَالب اهله حزانا فَسَأَلت عَن الْقِصَّة فَقيل لي انت تعرف ان هَذَا الْيَوْم مَا تصدق اهل الشّرْب بوصوله وان اللَّيْلَة امْر الشَّيْخ النَّاس بتبديد مَا مَعَهم مِنْهُ وامر صايحا يَصِيح عَلَيْهِم ان لَا يشْربُوا فحزنهم لذَلِك فَلَمَّا دخلت على الشَّيْخ وسلمت عَلَيْهِ وعرفته بركَة الْعِيد رحب بِي ثمَّ سَأَلته عَن الْقِصَّة الَّتِي اوجبت مَا ذكر فَقَالَ لَا طَاقَة لي بالفقيه عمر بن سعيد اخبرك ان نَفسِي نازعتني اللَّيْلَة ان اشرب شَيْئا من خمر امرتهم بادخاره فَلم اطق ذَلِك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015