وَقد عرض مَعَ ذكره ذكر الشَّيْخ علوان وَهُوَ علوان بن عبد الله بن سعيد بن الحلك بن رزام الجحدري نِسْبَة لَهُ إِلَى جد لَهُ اسْمه جحدر ثمَّ الْمذْحِجِي نسبا والكردي لقبا كَانَ قيلا من اقيال الْيمن وواحدا من اعيان مَشَايِخ الزَّمن رَئِيسا شجاعا كَرِيمًا مطعاما عفيف الأزار مُجْتَهدا فِي طلب الْأجر وَالثنَاء وَالثَّوَاب ملك نَاحيَة كَبِيرَة فِي مشرق الْيمن

وَهِي حجر ونواحيها وتغلب على حصونها العروسين ووعل والتويرة ونعمان شَرْقي الْجند وَحَارب مُلُوك الْغَزْو لم يظفروا مِنْهُ بطائل وَلما حط الْمَنْصُور عَلَيْهِ مَعَه آمرا أهل طبلخانه فَكَانَ إِذا جَاءَ وَقت ضربهَا ارتجت الارض وَحين وصلوا كَذَلِك فَقَالَ لِقَوْمِهِ يَا مذْحج لَا تهتجوا فَهَذِهِ جُلُود بقر وَله قصيدة فِي التَّاء ليب على حَرْب الْمَنْصُور مِنْهُ قَوْله ... من تَابَ من حَرْب نور الدّين من جزع ... فانني عَنهُ مَا عمرت لم أتب ... فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ انه لما طَال بِهِ الْحصار بَاعَ حصونه من الْمَنْصُور بِمَال جزيل وأضمر الْمَنْصُور أَنه مَتى نزل من الْحصن اسره واستعاد مِنْهُ المَال فَنزل متنكرا فِي جملَة حَرِيم لم يشْعر بِهِ أحد وَترك خَلفه من يُجهز مَا فِي الْحصن ويتبعه بِهِ وَقد كتب لَهُ عدَّة عَلَامَات فَهُوَ يكْتب تحتهَا بِمَا شَاءَ الى السُّلْطَان وَغَيره فَلَمَّا فرغ مَا فِي الْحصن نزل خَلِيفَته فَسَأَلَ عَن الشَّيْخ فَقَالَ هُوَ اول من نزل مَعَ الْحَرِيم وَهَذَا يشبه مَا فعل جَوْهَر المعظمي حِين بَاعَ الدملؤة كَمَا ذكرت ذَلِك فَلم يزل الْمَنْصُور يتلطف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015