وَفتح الرَّاء ثمَّ الف ثمَّ خفض الْهَاء ثمَّ دالمهملة سَاكِنة كَانَ بهَا جمَاعَة من خِيَار الْفُقَهَاء أهل صَلَاح وَفقه مِنْهُم أَبُو الْقَبَائِل نسبه إِلَى الأصابح وَكَانَ فَقِيها فَاضلا لَهُ مُصَنف سَمَّاهُ الْحجَّة الخارقة مُتَضَمّن الرَّد على الْقَدَرِيَّة كَانَ من ذُريَّته فَقِيه إِمَام بمدرسة شنين الْمُقدم ذكرهَا وَمِنْهُم حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم كَانَ فَقِيها صَالحا عبادا مَشْهُورا باستجابة الدُّعَاء أَخْبرنِي الثِّقَة أَن الْفَقِيه سعيد بن مَنْصُور الْمَذْكُور فِي أهل جبلة رَكبه دين أثقله وقلق مِنْهُ وَكثر همه فقصد زِيَارَة هَذَا الْفَقِيه فِي بَلَده فَلَمَّا وَصله وَاجْتمعَ بِهِ وَحصل بَينهمَا الانس قَالَ لَهُ ادْع لي بِقَضَاء الدّين وَكَانَا إِذْ ذَاك ساهرين لَيْلًا فَقَالَ حُسَيْن اللَّهُمَّ اقْضِ دينه وَفرج همه ثمَّ لما كَانَ الصَّباح توادعا وَعَاد سعيد إِلَى منزله فحين دخله قَالَ أَهله أَن هُنَا رسل علوان يطلبونك مُنْذُ الْيَوْم وهم قعُود ينتظرون قدومك فِي الْمَسْجِد فَخرج إِلَيْهِم فحين رَأَوْهُ قَامُوا إِلَيْهِ وسلموا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ ان الشَّيْخ يسلم عَلَيْك وَيسْأل مِنْك المواجهة فَأجَاب ثمَّ سَار مَعَهم حَتَّى اتوا بَاب علوان وَكَانَ كابواب الْمُلُوك من الْحجاب والرؤساء فَلم يجْتَمع بِهِ إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاث فَقَالَ لَهُ يَا فَقِيه إِنَّه خطر ببالي مُنْذُ مُدَّة أَن ابْني مدرسة ثمَّ ذكرت بعد ذَلِك أَن لَيْسَ هَذِه بِلَاد مدرسة وان اعمال الْمدرسَة بِهِ إِضَاعَة لِلْمَالِ ثمَّ فِي لَيْلَة كَذَا عزمت على مَا كنت عزمت عَلَيْهِ وَوَقع فِي قلبِي أَن أجعلك مدرسا بهَا ثمَّ لم تقو نَفسِي بعد أَن امرت عَلَيْك فبالله مَا كَانَ من فعلك تِلْكَ اللَّيْلَة وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي كَانَ بهَا مجتمعا بالفقيه حُسَيْن فَقَالَ كنت رحت إِلَى الْفَقِيه حُسَيْن زَائِرًا وَسَأَلته أَن يَدْعُو لي بِقَضَاء الدّين فَقَالَ الشَّيْخ وَكم دينك فاخبرته ثمَّ أذن لَهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى بَلَده وبيته فَعَاد وَلم يصله بِشَيْء فَجعل يحدث نَفسه بقلة خَيره وَكَونه يسْأَله عَن حَاله وَدينه وَلم يعنه على ذَلِك بِشَيْء فَلَمَّا وصل الْبَيْت وجد فِيهِ طَعَاما كثيرا واحمالا من الزَّبِيب والحطب وكيسا فِيهِ الدّين الَّذِي ذكره لعلوان وَمثله فَقيل لَهُ هَذَا امْر لَك بِهِ علوان فَعجب الْفَقِيه من ادب علوان وَعلم ان ذَلِك من بركَة دُعَاء الْفَقِيه حُسَيْن وقبره بقرية العراهد مَشْهُور يزار ويتبرك بِهِ وَلم اتحقق لَهُ تَارِيخا