مَكَّة فَوَجَدنَا الرجل على حَاله فشكوا اليه ابْن مهْدي وَمَا اظهر بِالْيمن فَقَالَ اذْهَبُوا فقد سلط الله عَلَيْهِ اهل الذوائب فَرَأَيْت قوما صباح الْوُجُوه وَلَهُم ذوائب مظفورة ملقاة على ظُهُورهمْ ثمَّ رَأَيْت اولئك الْقَوْم باعيانهم على مثل حالتهم الأولتين فسألتهم أَيْن تذهبون فَقَالُوا مَكَّة نشكو فعل هَؤُلَاءِ الغز مَعنا وبلادنا فَقلت مَا قلته اولا وَأَنا مَعكُمْ وَركبت دَابَّتي وسرت مَعَهم حَتَّى قدمنَا مَكَّة ودخلنا الْحرم فَوَجَدنَا الرجل على حَالَته تِلْكَ مَا تَغَيَّرت فشكونا اليه فعل الغز فَقَالَ اذْهَبُوا فقد سلط الله عَلَيْهِم اهل الدراريع السود وَالْخَيْل الْبيض سلط الله الْعمانِي فرايت قوما قد ظَهَرُوا بِالْيمن على صفة مَا ذكر فعاثوا بِالْيمن فأفسدوا فَبينا أَنا فِي نومي اذ بالقوم قد اقْبَلُوا باعيانهم فَقلت لَهُم ايْنَ تُرِيدُونَ فَقَالُوا مَكَّة فَقلت وانامعكم ثمَّ ركبت دَابَّتي وسرنا حَتَّى اتينا مَكَّة ودخلنا الْحرم فَوَجَدنَا الرجل بمكانه عَلَيْهِ لِبَاس اخضر وَهُوَ متهيأ بهيئة السّفر فشكونا اليه فعل الْعمانِي وجنده فَقَالَ اذْهَبُوا فانا لَهُم على اثركم فَوَقع فِي نَفسِي أَنه الفاطمي وَسَأَلت عَن ذَلِك بعض من حوله فَقَالُوا هُوَ الفاطمي ثمَّ استيقظت هَكَذَا نقلته محققا لفظا فِي الْغَالِب لَا معنى وَهَذِه الرِّوَايَة حَملَنِي على ايرادها ازالة تشكك المتشككين فِي ظُهُور الفاطمي وَمَتى تكون وَبعد أَي الدول وَقد زَالَ الشَّك فِي الاول وَالثَّانِي وَالثَّالِث لم يزل فِيهِ شكّ فَإِن قيل كَيفَ يَزُول بمنام قُلْنَا قد قَالَ رَسُول الله صللم مَا خلفت فِيكُم إِلَّا الْمُبَشِّرَات قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا هِيَ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا العَبْد وَترى لَهُ وَفِي رِوَايَة أُخْرَى رويا الْمُؤمنِينَ كفلق الصُّبْح وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء يتَعَلَّق بِهِ تَحْلِيل وَلَا تَحْرِيم إِنَّمَا هُوَ من بَاب الْخَبَر وَقد رَأَيْنَاهُ فِي الْمَاضِي من تنقل الدول من الْحَبَش على ابْن مهْدي ثمَّ إِلَى الغز وَنحن فِي ايامهم مُنْذُ سنة تسع وَسِتِّينَ خَمْسمِائَة الى عصرنا سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَمن نواحي هَذِه الْجِهَة حصبان الاعلا والاسفل يرويان بخفض الصَّاد فَفِي احدهما قَرْيَة تعرف براحة الْفُقَهَاء بهَا قوم اهل فقه وَدين نسبهم فِي