الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ مِيم كَانَ خيرا من اعيان النَّاس وَكَانَ كثير الاطعام لَا سِيمَا للفقرا وَقد درس بِهَذِهِ الْمدرسَة جمَاعَة من اخيار الْفُقَهَاء كابي بكر بن مبارز الشاورى من حقلة بعد أَن وَعمر بن مُحَمَّد الحبيشي وَغَيرهمَا
نرْجِع الى تَتِمَّة ذكر القيه طَاهِر وَذَلِكَ انني اجْتمعت بِهِ مرَارًا فَوجدت رجلا كَامِلا فِي الْعلم وَالصَّلَاح وسلامة الصَّدْر انْتفع بِهِ جمَاعَة من اهل بَلَده وَغَيرهم مِنْهُم ابْن اخيه عبيد الَّاتِي ذكره عِنْد تَارِيخه وَمِنْهُم ابْن اخيه عبيد بن احْمَد وتفقه بِعَمِّهِ وَلما صَار الْقَضَاء إِلَى الْفَقِيه أبي بكر جعله حَاكما بجبلة فَلم يزل عَلَيْهِ حَتَّى صَار الْقَضَاء إِلَى ابْن الأديب فَعَزله على طَرِيق الْعَادة الردية
وَمن قَرْيَة رفود بِفَتْح الرَّاء وَضم الْفَاء وَسُكُون الْوَاو ثمَّ دَال مُهْملَة كَانَ فِيهَا جمَاعَة لم اتحقق مِنْهُم غير ابي السُّعُود بن مُحَمَّد كَانَ فَقِيها فَاضلا مَوْجُودا فِي آخر الْمِائَة السَّادِسَة وجدت فِي كتاب من كتبه مُعَلّقا بِخَطِّهِ مَا مِثَاله اخبرني عمر بن اِسْعَدْ البرعي عِنْد عبد الله الوصابي عَن شيخ فَاضل من الْحَبَشَة انه نَام لَيْلَة على وضوء وَذَلِكَ فِي زبيد ايام ملك الْحَبَشَة لَهَا فَرَأى تِسْعَة رجال ركبانا على دَوَاب فَسَلمُوا عَلَيْهِ فَرد عَلَيْهِم فَسَأَلَهُمْ ايْنَ تذهبون فَقَالُوا نُرِيد مَكَّة نشكو فعل هَؤُلَاءِ الْحَبَشَة ومنكرهم مَعنا قَالَ قلت وَأَنا مَعكُمْ ثمَّ ركبت دَابَّتي وسرت مَعَهم حَتَّى اتينا مَكَّة ودخلنا الْحرم فَوَجَدنَا رجلا عَلَيْهِ كسَاء ابيض مُسْتَندا على الرُّكْن الاسحم فسلمنا عَلَيْهِ وسئلنا عَن مرادنا فشكوا اليه الْحَبَشَة وَقَالُوا قد أظهرُوا الْمُنكر فِي الْيمن فَقَالَ روحوا قد سلط الله عَلَيْهِم رجلا من الْيمن يُقَال لَهُ ابْن مهْدي يقتلهُمْ وينتقم مِنْهُم فَظهر ابْن مهْدي وَفعل افاعيله قَالَ فَبَيْنَمَا انا كَذَلِك اذ رايت الْقَوْم باعيانهم قد اقْبَلُوا على دوابهم كأول مرّة فسألتهم ايْنَ تذهبون فَقَالُوا ايضا نُرِيد مَكَّة فَقلت وَأَنا مَعكُمْ ثمَّ ركبت مَعَهم وَقدمنَا