الزِّيَارَة فَقَالَ باجتهادك فِي طلب الْعلم وتتبعك الاسانيد الْعَالِيَة وَكَانَ فَقِيها مُبَارَكًا رحالا فِي طلب الْعلم ويروي شرح ابْن يُونُس للتّنْبِيه عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي عَن المُصَنّف بلغه ان الْفَقِيه مُحَمَّد بن الهرمل الَّاتِي ذكره لَهُ رِوَايَة سندها قريب من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فارتحل اليه الى مَوْضِعه فَلَمَّا وَصله اخذها عَنهُ ثمَّ قَالَ لَهُ ابْن الهرمل نحب ان نسْمع عَلَيْك الْبَيَان فاجابه فَكَانَ وَقت ان يسمع هَذَا الْفَقِيه يقْعد على السرير وَيقْعد دونه ثمَّ اذا جَاءَ وَقت الْقِرَاءَة هَذَا الْفَقِيه قعد هُوَ مَكَان الْفَقِيه وَقعد الْفَقِيه مَكَانَهُ فَكَانَ وَقت سَماع الْبَيَان قد يرفع حسن رَأسه الى سقف الْموضع فيجد حنشا مخرجا اسه من جَوَانِب الْخَيْمَة شبه المستمع وَهَذَا دابه حَتَّى تَنْقَضِي الْقِرَاءَة فَيدْخل رَأسه وَلما طَال ذَلِك أخبر بِهِ الْفَقِيه فَقَالَ لَهُ هَذَا رجل من فُقَهَاء الْجِنّ قَرَأَ عَليّ الْمُهَذّب والتنبيه وَهُوَ الَّذِي سَأَلَني ان اسألك اسماعنا الْبَيَان قَالَ وَبَلغنِي وَأَنا بالمهجم اريد الشَّيْخ ابا الْغَيْث يتَكَلَّم بِمذهب الاشعرية ويتظاهر بِهِ فَقلت فِي نَفسِي ايْنَ هَذَا الصّلاح وَهُوَ على هَذَا الْمَذْهَب وَكنت مصرا على زيارته فَرَجَعت عَنْهَا لذَلِك ثمَّ اني خرجت من المهجم اريد الضُّحَى فَلم اشعر حَتَّى صرت بِبَيْت عَطاء فَلم يكني إِلَّا الدُّخُول على الشَّيْخ فحين رأني قَالَ مرْحَبًا بك يَا فَقِيه ثمَّ تركني قعدت وَقَالَ يَا فَقِيه اسمعنا كتابا فِي التَّفْسِير قلت سمعا وَطَاعَة فَقَالَ انا لَا احب الا النقاش فَإِنَّهُ على السّنة فَعلمت ان ذَلِك مِنْهُ مكاشفة لما فِي باطني وَعَملا بازالته فاخرجت النقاش وَهُوَ معي اذ كنت استصحبه فِي السّفر فَقَرَأت عَلَيْهِ بعضه فاجزته بِهِ وَله مصنفات فِي الحَدِيث وذيل طَبَقَات ابْن سمره وَمن تَعْلِيقه اخذت تَارِيخ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَلما قدم الشَّيْخ على الوَاسِطِيّ الْمَذْكُور فِيمَن قدم الْجند الى تعز اخذ هَذَا عَنهُ وَلما حَضرته الْوَفَاة لم يزل يذكر الله تَعَالَى وَكَانَ اخر كَلَام سمع مِنْهُ الشَّهَادَة وَكَانَت وَفَاته بربيع الاول سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة ثمَّ