وَمِنْهُم ابو عبد الله مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله بن مَسْعُود يجْتَمع مَعَ سيف السّنة فِي عبد الله وتفقه بِهِ وَيُقَال ان سيف السّنة لما اعيته الْحِيلَة فِيهِ اذ لم يرد يشْتَغل بِالْعلمِ كتب لَهُ الى صَاحب حصن الشواحط الْحصن الْمَذْكُور كتابا وختمه وامره بايصاله اليه فَتقدم بِهِ فحين وَصله وقرأه قَالَ لَهُ ان عمك امرني بتحيرك فِي الْحصن حَتَّى تقْرَأ الْقُرْآن فَعلم صدق ذَلِك فاقبل على قِرَاءَة القرأن حَتَّى اكمله ثمَّ اشْتغل بِقِرَاءَة الْعلم فاتاه الْفَقِيه سيف السّنة فَوَجَدَهُ على طَرِيق مرضِي فوصل بِهِ الى اب فَلم يزل مشتغلا حَتَّى كمل تفقهه بِهِ ورايت اجازاته لَهُ تَارَة يَقُول الْوَلَد وَتارَة يَقُول ابْن الْعم وَالشَّيْخ الَّذِي كَانَ يملك الْحصن هُوَ سعيد بن احْمَد المسكيني وَقد ذكرته مَعَ ذكر الْفَقِيه على الهرمي وَقَرَأَ كتاب النَّجْم هَذَا الشَّيْخ بِمَكَّة على المُصَنّف اَوْ على رجل عَنهُ وَعَن هَذَا سعيد أَخذ جمَاعَة من اكابر الْفُقَهَاء وَبلغ عمر مُحَمَّد بن مُوسَى نيفا وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه يحي تفقه بجده فِي بدايته وارتحل الى الامام بطال فاخذ عَنهُ وَهُوَ طَرِيق اهل المخلاف مصنفات الامام بطال وَعنهُ اخذ الكاشغري الْمُهَذّب وَقد ذكرت ذَلِك وَغَيره وَلم اتحقق تَارِيخ أحد مِنْهُم وَخلف وَلدين ومحن احدهما بِقَضَاء اب من قبل بني مُحَمَّد بن عمر فَلبث قَاضِيا مُدَّة سِنِين وَكَانَ قَضَاءَهُ فِي الْغَالِب مرضيا قدمت مَدِينَة اب سنة ثَلَاث عشرَة وَاجْتمعت بِهِ فَوَجَدته متوسط الْحَال باحكامه وَلم اسْمَع احدا من الثِّقَات يذكر عَنهُ ميلًا فِي الحكم واستدليت على ذَلِك وَصِحَّته بِزِيَادَة دينه ايام الحكم وَلم يكد يخف اذا سَأَلته عَن تَارِيخ جده وابيه فَقَالَ كَانَ فِي كتب سرقت علينا وَكَانَ وَفَاته على الْقَضَاء سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَعَلِيهِ الدّين كثيرا وَلم يكد يُوجد لَهُ مَا يَقْضِيه فسئلته ان يَأْمر معي من يدلني على الْقُبُور الَّتِي لَهُم إِذْ لَيست عِنْد قبر الإِمَام سيف السّنة فَأمر معي من يدلني عَلَيْهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015