نسب اليها الْجَبَل مولده سنة ثَمَانِي واربعين وستماية فِي بِلَاد فَارس كَانَ فَقِيها عَارِفًا لكتاب الْحَاوِي لم يقدم الْيمن من هُوَ اعرف بِهِ مِنْهُ وصنف على منواله كتابا اكبر مِنْهُ سَمَّاهُ بَحر الفتاوي يزِيد على الْحَاوِي بِقدر نصفه وَقدم الى تعز من طَرِيق الْحجاز فِي سنة 717 وحاكمها يَوْمئِذٍ عمر بن العراف الْمُقدم ذكره وَلم يكن غَرَضه الْوُقُوف بِالْيمن فَاجْتمع بِهِ بِذِي عدينة ولازمه على الْوُقُوف بتعز واكرمه وَبسط لَهُ جنَاح الْأنس والتواضع ورغبة فِي الاقامة فَوقف فرتبه بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية مدرسا وَفِي دَار المضيف وَصَارَ يتَرَدَّد للتدريس الَّتِي المؤيدية ثمَّ ضعف فاستناب ابا بكر بن جِبْرِيل الْمُقدم ذكره وَاجْتمعت بِهِ يَوْمًا بِحَضْرَة شَيخنَا اسماعيل بن احْمَد فاخبرني بمولده فَسَأَلته عَمَّن تفقه فَقَالَ على رجل من اهل الْيمن كَانَ يسكن الْبَصْرَة اسْمه مَنْصُور بن فلاح وَلم ادخل الْيمن الا لمحبته لعَلي أجد مثله مِنْهُم فسالته عَن بَلَده فَقَالَ لم اعرفها وَلَا كنت ظَنَنْت اني ادخل الْيمن فأساله عَن ذَلِك وَقَالَ لما توفّي خرجت من الْبَصْرَة الى قَرْيَة فاروث على قرب من الْبَصْرَة وَهُوَ بِفَتْح الْفَاء ثمَّ الف ثمَّ رَاء مَضْمُومَة وواو سَاكِنة ثمَّ ثاء مُثَلّثَة فاردكت الْفَقِيه عز الدّين الفاروثي اذ سَمِعت بفضله وسعة علمه فَقَرَأت عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ خرجت الى ولد مُصَنف الْحَاوِي فاخذته عَنهُ والنحو والبيضاوي فقراته عَلَيْهِ أَيْضا وَسمعت شَيخنَا اسماعيل القلهاني يَقُول هَذَا الْفَقِيه فِي بَلَده مُعظم عِنْد الاصاغر والاكابر وَله تلاميذ كَثِيرَة تفقهوا بِهِ ثمَّ حصل بَينه وَبَين ابْن الاديب وَحْشَة عَزله من اسبابه كلهَا وَنسبه الى صُحْبَة اعدائه وَكلما استخرج خطا من السُّلْطَان تَأَول عَلَيْهِ بِهِ ودافعه بالْكلَام وَسَأَلته عَن الفاروثي فَقَالَ كَانَ صَدرا حَافِظًا سمعته يَقُول يقدم الصَّغِير على الْكَبِير فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع إِذا سَارُوا لَيْلًا اَوْ خَاضُوا سيلا أَو ركبُوا خيلا قَالَ كَانَت وَفَاته تَقْرِيبًا على رَأس تسعين وسِتمِائَة وَلما طَال انْقِطَاعه واستخرج من السُّلْطَان الْمُجَاهِد خُطُوطًا بالعودة إِلَى أَسبَابه وَكم يساعده ابْن