أَو اهانته بِالضَّرْبِ فَلم يساعدهم الى ذَلِك بل وَقَاه الله وحماه وَلما امتحن القَاضِي جمال الدّين ابْن الْفَقِيه بالمحنة الْمَشْهُورَة فِي أول امْرَهْ وَحبس نَحْو سنة وَهَذَا الْفَقِيه قَائِم بِبَيْت الْفَقِيه اتم قيام كَمَا كَانُوا يعرفونه قبل مصير الوزارة وَالْقَضَاء اليهم فلمي تمّ لَهُ سنة بالسجن حَتَّى لاطف لَهُ الْمُؤَيد واستعفاه فعفى عَنهُ واطلقه وَلما امتحن المحنة الثَّانِيَة فِي سنة ثَمَانِي عشرَة لزم هَذَا الْفَقِيه مَعَه وسجنا مَعًا وَبَالغ الْأَعْدَاء فِي طلب حرقه اَوْ قَتله مَعَه وَالْقَاضِي جمال الدّين فَجرى للْقَاضِي جمال الدّين مَا هُوَ مَشْهُور وَحمى الله هَذَا الْفَقِيه بعد ان كتب اعداؤهم الفتاوي بِحل دِمَائِهِمْ واجابهم بذلك جمَاعَة من الْفُقَهَاء باشارة من ابْن الاديب قَاضِي الْقُضَاة يَوْمئِذٍ فَلم يقبل الْمُؤَيد ذَلِك واطلق هَذَا الْفَقِيه على كره من المفتيين والمستفتين وَغَيرهم فَعَاد الى بَيت الْفَقِيه وصبر فِيهِ على الْحَال المرضي من الْقيام بِبَيْت الْفَقِيه وتهذيب اخي القَاضِي جمال الدّين الْمُسَمّى عبد الرَّحْمَن وتعليمه ثمَّ جعل يلاطف الْمُؤَيد ويستعطفه حَتَّى اطلقه ثَانِيًا وَعَاد بَيته وَلَقَد كرهه اعداء بَين الْفَقِيه وَقَالُوا لَو سلمناه لم يبْق للفقيه وَلَا لأَهله ذكر وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة حج هُوَ وَالْقَاضِي ولد الْفَقِيه ثمَّ زارا قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد الْحَج ثمَّ عَاد الى تهَامَة فَمر فِي بَيت الْفَقِيه بن عجيل كَمَا قدمنَا فَوقف فِيهِ الى الان سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَفِي سنة خمس وَعشْرين قدم من بَيت الْفَقِيه بن عجيل الى تعز فَلَزِمَ بَيت الْفَقِيه على جاري عَادَته فَهُوَ بهَا الى الان سنة 726 وَلم يزل بِهِ حَتَّى كَانَ فِي سنة 27 خرج القَاضِي جمال الدّين عَن تعز لوحشة حصلت بَينه وَبَين السُّلْطَان فلحق بِبَلَد صهْبَان ولبث هَذَا بعده فِي تعر الى منتصف ربيع الاول ثمَّ لحق بِهِ وَهُوَ مَعَه بِموضع يُقَال لَهُ العشة بِعَين مُهْملَة بعد ألف وَلَام ثمَّ ألف ثمَّ شين مُعْجمَة ثمَّ هَاء
وَمِنْهُم عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الحميد ابْن عبد الله الجيلوني نِسْبَة الى كورة جيلون وَهُوَ جبل بِبِلَاد فَارس كوره اسْم للجبل وجيلون بِلَاد