ترك التظاهر بالتصوف وَمَال الى طَرِيق الْفِقْه فرتبه القَاضِي الْبَهَاء بِالْمَدْرَسَةِ المظفرية وَكَانَ قد ابتنى رِبَاطًا فِي سَاحل موزع وغرس بِهِ نخلا كثيرا وَكَانَ يخْتَلف اليه فِي ايام ثماره وَيعود الى تعز عِنْد فَرَاغه وَفِي سنة خمس وسبعماية نزل الى موزع كجاري الْعَادة فادركته الْوَفَاة هُنَالك فَتوفي بهَا وقبر الى جنب قبر الْفَقِيه الصَّالح عبد الله بن الْخَطِيب الْآتِي ذكره وزرت قبرهما مرَارًا أَيَّام كنت بِقَضَاء موزع
وَمِنْهُم عَليّ بن عُثْمَان الاشهي بشين مُعْجمَة سَاكِنة بعد الف وَلَام دخل الْيمن من طَرِيق الْحجاز فَقدم تعز واقام بالسيفية اياما فاخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَبلغ فَضله الْقُضَاة يَوْمئِذٍ وهم بَنو مُحَمَّد بن عمر فرتبوه مدرسا بالمظفرية فوصلته اذ ذَاك وَهُوَ يدرس فِيهَا كتاب الْحَاوِي الصَّغِير والكتب الَّتِي اهل الْيمن عاكفون عَلَيْهَا لَا يكَاد يعرفهَا وَهِي كتب ابي إِسْحَاق وَالْغَزالِيّ انما كَانَ ياخذها من طَرِيق غَيرهَا فاخذ النَّاس عَنهُ الْحَاوِي وَغَيره وَذكروا انه كَانَ معيدا بِبَغْدَاد فِي الْمدرسَة النظامية وَقيل مدرسا وَلما وقف على كتاب الْمعِين مُصَنف شَيخنَا ابي الْحسن الْمُقدم ذكره اعجبه واستنسخة وَقَالَ مَا كنت اظن مثل هَذَا يُوجد فِي زَمَاننَا بِالْيمن فرحم الله مُصَنفه لقد كَانَ عَظِيم الْقدر ثمَّ لم تطب لَهُ الْيمن فَاسْتَأْذن فِي السّفر وسافر من طَرِيق عدن سنة سبع وَسَبْعمائة فَذكرُوا ان الْمركب الَّذِي سَافر فِيهِ غرق وَالله اعْلَم بِحَالهِ
وَمِنْهُم حسن بن احْمَد بن نصر بن عَليّ عرف بمختار الدولة وَكَانَ مُخْتَار الدولة وزيرا لحد العبيديين خلفاء مصر قدم تعز اخر ايام الْمُؤَيد فَلم يصف لَهُ مَعَه حَال وهومن اعيان الْفُضَلَاء الواصلين من مصر عَارِفًا بالنحو والفلك والاصول والحساب والفرائض والجبر والمقابلة وَعَلِيهِ حقق مُحَمَّد بن يُوسُف الصبري الْفَقِيه مقدم الذّكر شَيْئا من ذَلِك ولبث بتعز مُدَّة فَلم يصف لَهُ من