الْمَذْهَب دخل زبيد سنة ثَمَانِي وَثَمَانِينَ وستماية وَحَوله حشم ومماليك بزحمة جَيِّدَة فتناظر مَعَ اصحاب الشَّافِعِي ورأسهم اذ ذَلِك احْمَد بن سُلَيْمَان الْحكمِي وَهُوَ مناظرة فاظهره الله عَلَيْهِ واصفق مَعَه على ذَلِك اغلب الْحَاضِرين تعصبا للْمَذْهَب وتقويا فَحَمله الغيظ وسافر وَتُوفِّي بماردين لم تطل مدَّته
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ الكاشغري نِسْبَة الى بلد باقصى بلد التّرْك وشينها مُعْجمَة ساكنه هَكَذَا قَالَ ابْن خلكان فِي وفياته كَانَ فِي اول قدومه الْيمن حَنَفِيّ الْمَذْهَب فاقام بِمَكَّة ارْبَعْ عشرَة سنة صنف بهَا كتابا سَمَّاهُ مجمع الغرائب ومنبع الْعَجَائِب فِي أَرْبَعَة مجلدات وانتقل الى مَذْهَب الشَّافِعِي هُنَالك فَسَأَلَ عَن ذَلِك فَقَالَ رَأَيْت الْقِيَامَة قَامَت وَالنَّاس يدْخلُونَ زمرة بزمرة فصرت مَعَ زمرة مِنْهُم فجذبني شخص وَقَالَ تدخل الشَّافِعِيَّة قبل اصحاب ابي حنيفَة فعزمت ان اكون من الْمُتَقَدِّمين متظاهرا بِمذهب الصُّوفِيَّة ابتني رِبَاطًا فِي أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة وَحكم جمَاعَة ايضا وَلما رأى ان الْغَالِب فِي الْيمن مَذْهَب الشَّافِعِي تظاهر بِهِ وَقَرَأَ كتبه فَقَرَأَ الْمَذْهَب فِي اب على الْفَقِيه يحي بن ابراهيم الَّاتِي واما النَّحْو اللُّغَة فوصل من بَلَده وَهُوَ عَارِف بهما ماهر فيهمَا وَفِي كتب التَّفْسِير والوعظ وغالب مصنفات ابْن الْجَوْزِيّ وَضبط عَنهُ كتبا مِنْهَا مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عِيسَى وَلما اقام فِي قَرْيَة اليهاقر وابتنى بهَا رِبَاطًا وَكَانَ قد بنى بهَا رِبَاطًا لاصحاب الشَّيْخ ابي السرُور فَحصل بَينهم وَبَينه تحاسد ومقاولة وَصَارَ هُوَ وهم الى عِنْد الشَّيْخ فعاتبهم وَقَالَ لَهُ اذا مَا دَعَوْت شيخك واجابك والا دَعَوْت شَيْخي واجباني فاستعفى وَاسْتَغْفرُوا وَمن هُنَاكَ