انْعمْ لَهُ فَسَأَلَهُ بعض خواصه عَن ذَلِك فَقَالَ ان ازواجهن من وَرَاء الْبَحْر سيصلون عَن قريب فَلَمَّا وصل الشريفان أَبُو الْحَدِيد وَأَخُوهُ أزواجهما علم صدق مَا كَانَ اخبر بِهِ وان الشَّيْخ قَالَ ذَلِك من طَرِيق الْكَشْف وَلما دخل المسعود الْيمن وَملكه وقدرفي أَيَّامه خُرُوج مرغم الصُّوفِي بجبل سحمر وَجرى لَهُ مَا هُوَ مَشْهُور من الْحَرْب بِحَيْثُ انزعج لَهُ المسعود وطلع من الْيمن مغيرا واقام فِي الحقل مُدَّة يحارب مرغما وَقد اطاعه اهل جبل سحمر بَنو مُسلم وغالب الْعَرَب الَّذين حَولهمْ كبني سيف وَغَيرهم فحارب الغز مرَارًا وَمَعَ المسعود جمع من الْعَرَب وكل مرّة يقتل مِنْهُم جمعا ويأسر كَذَلِك وَكَانَ يَأْخُذ من الْمُطِيع لَهُ غير الْعَاشِرَة بِخِلَاف الغز وَنشر الْعَدَالَة بِخِلَاف الاشراف وَلذَلِك مَال النَّاس اليه غير انه كيرا مَا يسفك الدِّمَاء فسلب النَّصْر وَكَانَ لَهُ كرامات استمال بهَا من اطاعه يطول شرحها مِنْهَا انه كَانَ مَتى اقتتل الْعَسْكَر ان رمى بِوَجْه من يقاتله شَيْئا من الْحَصَى فينكسر فَلم يكد يكسر لَهُ جَيش ثمَّ يطْبخ لَهُ اللَّحْم بقدور فيغترف مِنْهَا بِيَدِهِ ويستخرج اللَّحْم بكفه حَتَّى افْتتن بذلك جمع كثير وَلما سلب النَّصْر هرب لَيْلًا من جبل سحمر وَدخل بلد وصاب بعدان قتل فِي حربه جمَاعَة من الاعيان عربا وغزا فَمن الْعَرَب رَاشد بن مظفر السنحاني ممدوح بن هيتمل فِي الْغَالِب وَلما خفف عَن النَّاس اشياء يعْتَاد الغز التزامهم اياها مِنْهَا شَيْء يُقَال لَهُ الْخرص واللاحق والشباك فَلَمَّا هرب اعاد الغز ذَلِك عَلَيْهِم