لما اسْتَوَى الرّيح سافرا فِي الْمركب حَتَّى دخلا بلد الدينول فلبثا بهَا شَهْرَيْن وَثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ خرجا عَنْهَا لثلاث خلون من رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وستماية فدخلا ظفار ولبثا بهَا ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا فَتوفي الشَّيْخ وقبر بهَا على مَا سَيَأْتِي ثمَّ عَاد الشريف الى الْيمن فَلم يطب فِي الْجبَال بل نزل تهَامَة واقام بزبيد مُدَّة ثمَّ عزم الى المهجم فسكن من اعمالها بقرية تعرف بالمرجف فدرس مُدَّة فِي مَسْجِدهَا ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد وَيُقَال انه الْتَزمهُ الشَّيْخ عمرَان بن رفيع القرابلي فِي ذَلِك فَكَانَ لَا يبرح فِيهِ حَيْثُ كَانَ فاكثر قعوده بهَا بَين القريتين ثمَّ سَافر الى مَكَّة فَذكرُوا انه توفّي هُنَالك نَحْو سنة عشْرين وستماية وَكَانَ حَافظ عصره لم يكن لَهُ اذ ذَاك فِي الْيمن نَظِير فِي معرفَة الحَدِيث وَقد عرض مَعَ ذكره ذكر الشَّيْخ مدافع وَهُوَ مدافع بن احْمَد بن مُحَمَّد المعيني ثمَّ الخلاوني فالمعيني نِسْبَة الى جد قَبيلَة كَبِيرَة من خولان يعْرفُونَ ببني معِين بِضَم الْمِيم وخفض الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ نون أصل بَلَده شرعب وَكَانَ مِمَّن فتح عَلَيْهِ الله بِالدّينِ واخذ يَد التصوف عَن الشَّيْخ ابي الْحداد بِحَق اخذه عَن شيخ الْعَصْر عبد الْقَادِر الجيلاني وَكَانَ مدافع مِمَّن اجْمَعْ النَّاس على صَلَاحه وكماله وَلما فقد الشَّيْخ ابو الْغَيْث شَيْئا من احواله وَصله الى قَرْيَة الوحيز واقام بِمَسْجِد على قرب من بَيته اياما فاعاد الله عَلَيْهِ مَا فَقده وَقد دخلت الْمَسْجِد مرَارًا وتبركت بأثار الشَّيْخَيْنِ مِنْهُ وَضبط الوحيز بِفَتْح الْوَاو وخفض الْحَاء الْمُهْملَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت ثمَّ زَاي سكنها الشَّيْخ وَذريته بهَا الى الان وَصَحبه جمَاعَة من اعيان الصُّوفِيَّة وَالْفُقَهَاء كعثمان ابْن ساوح وعَلى الرميمة وَعمْرَان وعَلى الصُّوفِي وَمن جبلة وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ ابنتان خطبتا مِنْهُ خطبهما اعيان اهل الدّين وَالدُّنْيَا فَلم يقبل من اُحْدُ وَلَا