صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَحْسنُوا مجاورة نعم الله بِالْإِحْسَانِ إِلَى خلقه فَمَا نفرت من قوم فَعَادَت وَإِنَّمَا يعرف قدر الْفُضَلَاء من كَانَ مِنْهُم ثمَّ قَالَ وَإِذا كنت فَاضلا أَو فِي بلدك فَاضل فقد كتبت إِلَيْك بَيْتَيْنِ عرفني يفحواهما ثمَّ كتب إِلَيْهِ من أَمْثَاله ... وَمَا ساير قد يرى مُقبلا ... وطورا على خَلفه الْقَهْقَرَى

وَلَيْسَ لَهُ ارجل ان مَشى ... ويسبق كل الورى ان جرى ... فَلَمَّا وقف القَاضِي على ورقته اوقف عَلَيْهَا جمَاعَة مِمَّن يَغْشَاهُ وَهُوَ يعرف بِالْفَضْلِ فَلم ينْقل ان احدا مِنْهُم شار بِجَوَاب فوصل من اخبر شَيخنَا ابا الْحسن بذلك بِمحضر جمَاعَة من اصحابه فاعجبه الْبَيْتَيْنِ وَقَالَ مَا أَرَادَ بهما إِلَّا النِّعْمَة وَكَانَ عَمه ابو بكر هُوَ الَّذِي تولى تَرْبِيَته وَلم يصر اليهم امْر الوزارة وَالْقَضَاء الَّذِي كَانُوا فِيهِ الا بعد ان تفقه وَتعبد وَحج وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَعرف النَّاس يمنا وحجازا وَلم يكْتَسب شَيْئا من الدُّنْيَا كَمَا اكْتسب اهله اجمعون وَلَا تزوج امراة وَكَانَ مَا اشار بِهِ على عميه ابي بكر وعَلى لم يخالفاه وَفِي أَصْحَاب عَمه جمَاعَة يعترفون لَهُ بالصلاح وَرُبمَا يفضلونه على عَمه ابي بكر وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرَة الْقعدَة من سنة اثْنَتَيْ عشر وسبعماية شرب شربة فاطلقت بَطْنه ثمَّ اعْتصمَ فَتوفي بذلك وَتُوفِّي عَمه الْوَزير بعده بِنصْف شهر وَذَلِكَ ثَالِث الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة عِنْد قبر ابيه بحياط جَامع عدينة

وَأما مُحَمَّد فَتوفي وَدفن بمقابر المغربة على قرب من تربة الإِمَام إِبْرَاهِيم

وَمِنْهُم ابو الْعَتِيق ابو بكر بن جِبْرِيل بن اوسام العدلي مَنْسُوبا الى قَبيلَة فِي السودَان يعْرفُونَ بِالْعَدْلِ بِفَتْح الْعين وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ ثمَّ لَام سَاكِنة فَقِيه صَالح من اخير الْفُقَهَاء الْمَوْجُودين واشرفهم نفسا واعلاهم همة واحسنهم عصمَة فِي الله تَعَالَى وشفقة على ابناء الْجِنْس وَسَأَلت عَن اهله فِي بلدهم فَقيل لي بَيت خير وَدين وَله اخ من اعيان مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وصالحيهم وَكَانَ تفقهه بمواضع عدَّة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015