جمَاعَة وَفِيه سياسة وَحسن خلق وانس لمن يَصْحَبهُ وَهُوَ الان امام الْمدرسَة الأَسدِية والمذكورة للنَّاس فِي الْمَسْجِد الَّذِي بِرَأْس دَرَجَة المغربة انشاء الْحرَّة ابْنة اسد الدّين زوج السُّلْطَان الْمُؤَيد
وَمِنْهُم الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد عمر الهزاز تفقه بفقهاء تعز ودرس بمدرسة ام السُّلْطَان الْمُؤَيد مُدَّة وامتحن بالمصادرة هُوَ واخوه اِسْعَدْ وَإِبْرَاهِيم وَلما من الله عَلَيْهِم بالاطلاق عَاد الى ذِي السفال وَهِي اصل مَسْكَنه ومسكن اخوته اذ امهم ابْنة القَاضِي اِسْعَدْ بن مُسلم والا فبلد والدهم قَرْيَة العقيرة الْمُقدم ذكرهَا وابتنى مَسْجِدا بقرية الوحص على قرب مَسْكَنه ثمَّ لما حصل من الْعَرَب التَّغَيُّر لنيف وَعشْرين وسبعماية عَاد الى تعز وَسكن بهَا واستعاد تدريس الْمدرسَة وَهُوَ الان عَلَيْهِ فَلَمَّا تغير اهل صَبر سنة ثَلَاث وَعشْرين خرج من تعز وَعَاد الى ذِي السفال فَهُوَ فِي بَيته الى الْآن وَله ابْن اسْمه مُحَمَّد تفقه وَسكن تعز يذكر بشرف النَّفس حَتَّى قَالَ بَعضهم هُوَ فريد قومه توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وسبعماية وترتب بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي كَانَ ابوه بهَا ثمَّ ترَتّب بالمؤيدة واعيدت الْمدرسَة الى ابيه فهما مستمران وَكَانَ ذَلِك بِسَبَب تقوم ابْن زَكَرِيَّا اذ كَانَ مدرسا بهَا
وَمِنْهُم ابْن اخيه مُحَمَّد بن احْمَد وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَنُوب عَمه الْوَزير عَليّ بن مُحَمَّد فِي فصل قضايا النَّاس ويباشر احكامهم وَمَا فعله لم يُعَارضهُ بِهِ اُحْدُ من اهله وَلَا غَيرهم وَكَانَ النَّاس يرونه قَاضِي الْقُضَاة اذ كَانَ غَالب الْفُقَهَاء والحكام هُوَ الْمُتَوَلِي لفصل قضاياهم وَكَذَلِكَ اهل الْوَقْف وترتيبهم وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ سلوك طَرِيق الزّهْد بِحَيْثُ كَانَ اكثر اهله واصحابه يَقُولُونَ مَا اكْتسب شَيْئا من الدُّنْيَا وَكَانَ هُوَ الَّذِي يتَوَلَّى صرف الْبر فَيتَصَدَّق مِنْهُ بجملة مستكثرة وَوَصله بعض الْفُضَلَاء الغرباء فَلم يكد يحفل بِهِ وَلَا قضى لَهُ حَاجَة فَخرج عَنهُ مغضبا وَكتب اليه كتابا يعاتبه على جفائه لَهُ فَقَالَ احسنوا الى خلق الله مُكَافَأَة لانعامه فالنبي