وتقلبت بِهِ احواله حَتَّى توفّي متضعضعا ثَالِث وَعشْرين وَرَجَب سنة خمس وَعشْرين وسبعماية
وَمِنْهُم عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الجبرتي الزَّيْلَعِيّ نِسْبَة الى الْبَلَد كَمَا تقدم وَيذكر انه شرِيف النّسَب كَانَ فَقِيها فَاضلا من اهل المرؤة محبا فِي السَّعْي بِقَضَاء حوائج الاصحاب رَاغِبًا فِي ذَلِك درس فِي النجاحية مُدَّة الى ان توفّي كَانَ تفقهه بِمُحَمد بن عَيَّاش وَعلي بن احْمَد الْجُنَيْد وَكَانَت وَفَاته بصفر سنة عشر وسبعماية فَحكى انه لما حمل بالنعش جَاءَ طير من الْهَوَاء فَدخل فِي اكفانه وَلم يربعد ذَلِك وَهَذِه تشبه قصَّة جرت لِابْنِ عَبَّاس وَقت وَفَاته
وتكرر ذكر النجاحية وَهِي مدرسة احدثها امير يعرف بِمُحَمد بن نجاح من امراء الدولة المظفرية كَانَ اميرا كَبِيرا صَاحب طبلخانة واقطاع جَيِّدَة بني هَذِه الْمدرسَة بِنَاحِيَة المغربة الشرقية الَّتِي تعرف بالمعاينة وَله وقف بر بتعز واخر بالجند وَكَانَ كثير فعل الْمَعْرُوف وامتحن اخر عمره بالعما وَأقَام مُدَّة ثمَّ توفّي على الامتحان يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن الْقعدَة سنة احدى وَثَمَانِينَ وستماية وَخَلفه ابْن اسْمه أَبُو بكر عَاشَ بعده سنة واشهرا ثمَّ توفّي بجمادي الاولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وستماية وَلم يعقب وَله ذُرِّيَّة من قبل النِّسَاء يعْرفُونَ ببني نجاح
وَمِنْهُم ابو بكر بن عبد الله بن عبيد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان عرف بِابْن زُرَيْق اصله من جبله تفقه بِابْن العراف وَابْن الصفي وَابْن عَيَّاش مقدمي الذّكر وَكَانَ فِيهِ خير ومرؤة وَحسن موالفة للأصحاب درس بالوزيرية وَكَانَ بَنو مُحَمَّد بن عمر يشفقون عَلَيْهِ الى ان توفّي على ذَلِك مستهل جمادي الاخرة من سنة ثَلَاث ووسبعماية
ثمَّ صَار الْفِقْه الى طبقَة اخرى فِي جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن الْفَقِيه احْمَد بن الْفَقِيه يحي بن زَكَرِيَّا مقدمي الذّكر مولده لَيْلَة الْجُمُعَة لثمان بَقينَ من جمادي الاولى سنة احدى وَسبعين وستماية تفقه بِابْن الصفي وَغَيره وَكَانَ فَقِيها ذكيا نقالا للفقه