مغربة تعز وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الْعُزْلَة وَالْعِبَادَة وكلف دين عَظِيم وصل الى عدن بِسَبَب قَضَائِهِ وَكنت اذ ذَاك بهَا وَلم يكن لي بِهِ قبل ذَلِك معرفَة وَكنت اماما بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية فوصلت لاصلي بهَا بعض الْأَوْقَات فَوَجَدته فَسلمت عَلَيْهِ وسئلت عَن مجيئة واسْمه فَقَالَ انا فلَان من تعز فعرفته على السماع فاهلت بِهِ وسهلت ورحبت ثمَّ تقدّمت بِهِ الى الْوَالِي وَهُوَ يَوْمئِذٍ حسن بن مِيكَائِيل وَقد كَانَ كتب اليه جمَاعَة من اعمال الدولة بِسَبَبِهِ فَلَقِيَهُ متلقى حسنا ووعده بِالْخَيرِ ثمَّ انه وصل الى قَاضِي عدن ايضا بكتب من القَاضِي مُحَمَّد بن احْمَد الَّاتِي ذكره وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابو بكر بن الاديب كَذَلِك ثمَّ انه مرض اياما يسيرَة وَتُوفِّي بهَا نَهَار الْخَمِيس حادي عشر الْحجَّة سنة سبع وسبعماية فتوليت تَجْهِيزه وَدَفنه عِنْد مصلى الْعِيد وقبر الشَّيْخ ابْن ابي الْبَاطِل وَله اولاد يَأْتِي ذكر من يسْتَحق الذّكر مِنْهُم انشاء الله تَعَالَى وَقد عرض مَعَه ذكر الْمدرسَة العمرية وَهِي منسوبة الى الامير عمر بن سيف الدّين بن نَفِيس اخي المظفر لامه كَانَ اميرا كَبِيرا ذَا همة عاليه واقطاع جَيِّدَة كَانَت وَفَاته فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين وستماية
وَمِنْهُم عبد الله بن مُحَمَّد بن سبا الريمي العياشي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَالْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت ثمَّ الف ثمَّ شين مُعْجمَة ثمَّ يَاء نِسْبَة الى جدله اسْمه عَيَّاش من ريمة الاشابط تفقه اولا بِمَدِينَة اب على الْفَقِيه يحي ابْن ابراهيم الَّاتِي ذكره ثمَّ صَار الى تعز فتفقه بِابْن العراف وَابْن الصفي وَغَيرهمَا من فُقَهَاء تعز ثمَّ جعل معيدا بالمظفرية مُدَّة واستنابه بَنو مُحَمَّد بن عمر فِي الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ فَصله القَاضِي مُحَمَّد بن ابي بكر وَجعله مدرسا فِي الْمدرسَة المظفرية بقرية المحاريب ثمَّ انْتقل عَنْهَا الى مدرسة ابْن نجاح وعزل عَنْهَا فِي شهر جمادي الاولى وَهُوَ من اخيار الْفُقَهَاء