الاطلاق بعد اخذ مَاله وَلم يزل منضرب الْحَال الى أَن دخلت سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَحمله الْجَهْل على التَّقَدُّم الى السمداني فلحق بِهِ ثمَّ عَاد مِنْهُ صُحْبَة ابْن السبائي فَقتله فِي شهر صفر من السّنة
وَأما اخوه عبد الرَّحْمَن فامة ابْنة الْفَقِيه عَليّ بن العسيل الْآتِي ذكره فِي جبلة فَإِنَّهُ وقف برباط أَبِيه بِنَظَر الظفاري وَصَارَ ذَا فطنة وَهُوَ إِلَى الْآن طَالب للْعلم مُجْتَهد فِيهِ
وَمِنْهُم شَيْخي ابو الْعَبَّاس احْمَد بن عبد الدَّائِم بن عَليّ عرف الده بالصفي الْمَيْمُونِيّ مولده سنة اربعين وستماية تفقه فِي بدايته بفقهاء تعز كَابْن البانة وَابْن العراف مقدمي الذّكر وَغَيرهمَا ثمَّ ارتحل الى تهَامَة واخذ عَن الامام اسماعيل الْحَضْرَمِيّ وَغَيره ثمَّ لما عَاد متفقها درس بذى جبله ثمَّ انْتقل الى تعز فدرس بعدينة بالرشيدية وَعلم الْملك الْعَادِل بن الاشرف تَعْلِيما جيدا وَكَانَ مُبَارَكًا كَمَا سَيَأْتِي ثمَّ لما ابتنى مدرسته بالمغربة جعله ابوه مدرسا فِيهَا فَلم يزل بهَا حَتَّى توفّي وَهِي من اضعف الْمدَارِس وَقفا وَلَكِن كَانَ الْأَشْرَف فِي حَيَاته يفتقد الْفَقِيه بِشَيْء مِنْهُ وَلما توفّي قيل لَهُ هلا انْتَقَلت الى بعض الْمدَارِس النافعة فَقَالَ لَا اغير صُحْبَة الاشرف حَيا وَمَيتًا وَكَانَ اخذه لكتب الحَدِيث عَن أَحْمد السرددي واسحاق الطَّبَرِيّ وَعَن ابراهيم بن عجلَان وَعنهُ أخذت لمع الشَّيْخ أبي إِسْحَاق ومقامات الحريري وَبَعض وسيط الْغَزالِيّ واليه انْتَهَت رياسة الْفَتْوَى بتعز ونال من الاشرف مكانة جَيِّدَة وَظهر ذَلِك ايام استقلاله بِالْملكِ وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْخَمِيس فجا ولثمان بَقينَ من صفر سنة بضع وسبعماية وَكنت يَوْمئِذٍ بعدن فَقلت يَوْم الْجُمُعَة للمؤذن بالجامع يَصِيح بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة فَفعل وَصلى عَلَيْهِ جَمِيع الْجَامِع ثمَّ جمعت الاصحاب وقرأنا عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية اذ كنت يَوْمئِذٍ بهَا وَذَلِكَ بعض الْوَاجِب من حَقه رَحمَه الله فَقل مَا رَأَيْت من فُقَهَاء تعز لَهُ