السُّلْطَان على الْكتاب نزل عَن حجه مبادرا وَلَقي الْفَقِيه فِي المهجم وَاجْتمعَ بِهِ وَلم يزل يتلطف بِهِ حَتَّى اعاده الى مَدِينَة زبيد وَتَركه فِيهَا وَذَلِكَ انه شَرط على السُّلْطَان ذَلِك فَلَمَّا اراد السُّلْطَان الطُّلُوع قيل انه اوصى الْوَالِي بحفظه وَعدم مُخَالفَته فَلم يزل بهَا حَتَّى توفّي وَكَانَ مُدَّة اقامته بهَا مبالغا باماته الْمُنْكَرَات واراقة الخمورات حَتَّى نفر لذَلِك جمع كثير الى حيس وفشال وَغَيرهمَا من الْقرى المقاربة لزبيد حَتَّى توفّي بعد ان اشْترى دَارا وبناه وَتُوفِّي قبل كَمَاله منتصف لَيْلَة الْجُمُعَة الاخير لعشر بَقينَ من ربيع الاخر سنة تسع وسبعماية وَحضر قبرانه اخوه على الْوَزير يَوْمئِذٍ فَنزل منزعجا عَلَيْهِ من تعز فادركه منزولا بِهِ فقبر الى جوَار قبر الشَّيْخ عَليّ بن افلح فِي مَقَابِر بَاب سِهَام وَمَتى زار الزاير قبر الشَّيْخ زار قَبره وَقل ان كَانَ الْمُؤَيد ينزل زبيد الا ويزوره وَمَتى علم اهل الْحَاجَات بذلك تركُوا اوراقهم عِنْد قَبره فياتيه السُّلْطَان لَيْلًا فِي الْغَالِب فيزوره ثمَّ يقرا مَا عِنْده من الْوَرق ويجيب على كل ورقة بِمَا يُرِيد اليه وَذَلِكَ اكراما للفقيه واعتقادا لوُجُوب حَقه حَيا وَمَيتًا وَخَلفه فِي بَيته وعَلى أَوْلَاده الْفَقِيه الصَّالح أَحْمد بن عَليّ الظفاري فَقَامَ بذلك قيَاما مرضيا وهذب بنيه وعلمهم تَعْلِيما جيدا حَتَّى نشأوا على حَال مرضِي وهما ابْنَانِ مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن فمحمد مولده سَابِع عشر الْحجَّة سنة ارْبَعْ وتستعين وستماية تفقه وَولي قَضَاء الْقُضَاة سنة أَربع عشرَة وسبعماية فَقَامَ كقيام أَبِيه بالمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَهُوَ ذُو همة وَشرف نفس وكرم طبع وَحسن اعْتِقَاد للمنقطعين من اهل الْعلم وَغَيرهم وَعمل فِي أَيَّامه مأثر جَيِّدَة لم يعلمهَا اهله وَلَا من قبلهم مِنْهَا مطاهير جَامع المغربة ثمَّ السيفية ثمَّ فِي جَامع الْجند ثمَّ جَامعا فِي المحاريب بتعز وَمظَاهر بزبيد وانفصل قبل تَمامهَا ثمَّ فِي سنة 720 اجتلب المَاء الى عدينة الى الشمسية والرشيدية بعد ان انْقَطع مُدَّة وتعب النَّاس لذَلِك وَلما كَانَ فِي سنة سِتّ عشرَة وسبعماية حصل بَين النَّاصِر بن الاشرف وَبَين عَمه الْمُؤَيد وحشه اتهمه بهَا الْمُؤَيد فازاله عَن الْقَضَاء ثمَّ اقصاه فَلَزِمَ بَيته الى سنة