الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وابطال الْخمر وَمَا شابهه وعقاب من اظهر شَيْئا من ذَلِك وَلم يكن السُّلْطَان مغيرا مَا فعله اعتقادا ان مَا فعله هُوَ الصَّوَاب وَكَانَ مَعَ ذَلِك محسنا الى جمَاعَة فُقَهَاء بتعز وَغَيرهَا مَعَ تحَققه ان جمَاعَة مِنْهُم يكرهونه وَرُبمَا ساؤا اليه وَكَانَ يحسن الى اولئك خَاصَّة وَسمعت من ذَلِك اشياء يطول شرحها وَله فِي التصوف كتب مستحسنة واشعار معجبة

ايضا وباشارته انْتقل نظر الاوقاف من الْحُكَّام الى اهل الدِّيوَان وَاسْتمرّ ذَلِك الى عصرنا سنة ثَلَاث وَعشْرين وسبعماية وَلم يزل بتعز على الْحَال الْمَذْكُور واهله يُنكرُونَ ذَلِك وهم حجود لليقين فانا نقدره صدق قَوْلهم وفَاقا لَهُم فَلم لَا صد عَن الْوَقْف كَمَا صد عَن الْخمر وَغَيره وَلَقَد اخبر ثِقَة ال كنت اعتقده حَتَّى قدر انني قلت لَهُ اكْتُبْ لي الى ابْن اخيك يكْتب لي الى النَّائِب بزبيد ان لَا يكون يقطعني الكيلة من الْغلَّة الى الْغلَّة فَقَالَ انت فَقِيه

كَيفَ يجوز اكل طَعَام سنة فِي اخرى فَعلمت ان ذَلِك كَلَام مغالطة ومباهتة وَلَو عرف لفعل كَمَا فعل اسماعيل الْحَضْرَمِيّ على مَا قدمْنَاهُ فانه كَانَ اذا توفر على مَصْرُوف الْمدرسَة شَيْء امْر باخراجه وتفريقه على المرتبين واذا امْتنع بعض قليلي التَّوْفِيق من النواب وصل الْفَقِيه المخزن وَأمر بِكَسْر قفله واخراج مَا فِيهِ وفرقه على الطّلبَة وَلم يزل فِي تعز على الْحَال الْمَذْكُور من الْغَلَبَة على امْر السُّلْطَان وَالْقَضَاء بيد اخيه والوزارة ايضا وَفِي سنة ثَمَانِي وسبعماية نزل السُّلْطَان من تعز الى زبيد ثمَّ صَار الى المهجم وطلع حصون حجه فَأخذ حصنا كَانَ يغلب عَلَيْهِ الْعَرَب وَكَانَ فِي حصن تعز وَال يعرف بالعتمي حصل مِنْهُ سوء ادب على بعض المتجورين حول بَيت الْفَقِيه اذ كَانَ هُوَ وَجَمَاعَة من النَّاس احسوا بِحُصُول وَحْشَة بَينه وَبَين السُّلْطَان فتجهز هَذَا الْفَقِيه من تعز باولاده وَجَمَاعَة من اصحابه واظهر قصد الْحَج فَلَمَّا صَار بِالْقربِ من زبيد عدل عَنْهَا وَحط بقرية التريبة فحين علم مُتَوَلِّي زبيد بذلك وَهُوَ يَوْمئِذٍ الشهَاب بن الخرتبرتي كتب الى السُّلْطَان يُخبرهُ بذلك وَأرْسل هجانا بِالْكتاب فحين وقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015