وَحج مَكَّة فلقي بهَا جمعا من الاكابر صحبهم وانتسخ كتبا من كَلَام ابْن الْعَرَبِيّ الصُّوفِي فعكف عَلَيْهَا واعتقد مَا فِيهَا فَلذَلِك نقم عَلَيْهِ غَالب الْفُقَهَاء فان ابْن الْعَرَبِيّ لَهُ مُعْتَقد غَرِيب مِنْهُ اعْتِقَاده ان فِرْعَوْن مَاتَ على اسلام مُحَقّق وَغير ذَلِك مماهو مَشْهُور عَنهُ فِي كتبه وانكره اعيان الْفُقَهَاء ثمَّ لما عَاد الْيمن اقبل عَلَيْهِ غَالب اعيان الْأُمَرَاء والملوك والخواتين وَصَارَ لَهُم بِهِ مُعْتَقد عَظِيم وَذكروا لَهُ كرامات وَنقل عَنهُ اصحابه امورا تدل على جلالة الْقدر وَالصَّلَاح وَحصل بَينه وَبَين الْملك الْمُؤَيد ائتلاف وصحبة قبل مصير الْملك اليه وأعتقد صَلَاحه إعتقادا جَاوز الْحَد لم يشركهُ فِيهِ من الاعيان غير ابْن اخيه النَّاصِر فَإِنَّهُ ايضا صَحبه كَمَا صحب عَمه واعتقد فِي هـ الصّلاح ورويا عَنهُ عدَّة كرامات وَلما صَار الْملك الى الاشرف تخوف وَخرج هُوَ وأخوته وَجَمَاعَة من المنتسبين اليه عَن تعز فلحق هُوَ بِنَاحِيَة من طرف بلد وصاب واحيا هُنَالك ارضا زَرعهَا تعرف بوادي سخمل ثمَّ لم يكد يقف غير اشهر حَتَّى توفّي الاشرف وَصَارَ الْمُؤَيد سُلْطَانا على مَا سَيَأْتِي بَيَانه فاستدعاه الْمُؤَيد من حَيْثُ هُوَ فوصل بعد ان مر على النَّاصِر وَهُوَ يَوْمئِذٍ مقطع بِمَدِينَة القحمة واعمالها ثمَّ وصل الى تعز واخذ للناصر المواثيق من عَمه ثمَّ طلب النَّاصِر فوصل مسرعا وَجمع بَينه وَبَين عَمه وَعَاهد بَينهمَا وَلم يزل الْحَال بَينهمَا متجملا الى سِتّ عشر وسبعماية وَحدث بَينهمَا مَا رُبمَا أذكرهُ فِي مَوْضِعه ان شَاءَ الله وزبدة الامر فِيهِ ان النَّاس مُخْتَلفُونَ فِيهِ فَمن قَائِل هُوَ ولي الله وَهُوَ الْمُؤَيد والناصر وَبَعض من حولهما وَقَلِيل من النَّاس وَالَّذين عَلَيْهِ الاكثرون نسبته الى التلبيس وَالرَّغْبَة الى الدُّنْيَا وَاسْتِعْمَال الاسماء وَالسحر بهَا ومعاناة الكيمياء وطلبها من كل ليوهم أَن مَعَه علما بهَا وَكَانَ هَذَا الْفَقِيه مُنْذُ وصل الى تعز مظهر لاقامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015