فَامْتنعَ بعد ان وقف بِهِ مُدَّة وَكَانَ المظفر يجله ويعتقد صَلَاحه وَرُبمَا زَارَهُ سرا الى منزله اخبرني الْفَقِيه عُثْمَان الشرعبي فَلَمَّا فرغ النَّاس من الْقِرَاءَة سُئِلَ المظفر عَن الْفَقِيه فَقيل هُوَ بالقبة الضريبة فَقَامَ اليه فَلَمَّا اقبل قَامَ لَهُ الْفَقِيه وتسالما ثمَّ جعل المظفر يحدثه بلطف ويستعطفه ويستدعي دَعَاهُ وافترقا بعد الدُّعَاء وَكَانَت وَفَاته بعد ان صنف كتبا فِي الْفِقْه وَغَيره على مَا ذكر اذ لم نقف على شَيْء مِنْهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ بعد الظّهْر لاربع بَقينَ من شَوَّال سنة سبعين وستماية وَحين بلغت وَفَاته الْملك المظفر كتب الى اولاده سَأَلَهُمْ ان يدفنوه فِي التربة الَّتِي هِيَ قبلي جَامع عدينة فَفَعَلُوا ذَلِك اذ خَواص بني الرَّسُول من الْقَرَابَة والسراري مقبورون فِيهَا وَخلف اولادا جمَاعَة اليهم انْتَهَت الرياسة الدُّنْيَوِيَّة والديانة فِي غَالب الدولة المويدية يَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه ابراهيم بن اِسْعَدْ الوزيري يجمعه هُوَ وَابْن عَمه الْمُقدم ذكره جدهما اِسْعَدْ وجده ابراهيم قد ذكره ابْن سَمُرَة وذكرته ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وخمسماية وَنَشَأ نشؤ البدو وَلم يشْتَغل بِالْعلمِ حَتَّى بلغ عمره اربعين سنة فَذكرُوا انه كَانَ اذا وصل الى ابْن عَمه الْمَذْكُور اولا لم يكد يصافحه وَلَا يتْركهُ يدنو مِنْهُ ويطوي عَنهُ حصر الطَّهَارَة حَتَّى جَاءَهُ يَوْمًا فَبَالغ فِي التَّحَرُّز مِنْهُ واظهر لَهُ ذَلِك فتعب فَقَالَ لَهُ وَلم تفعل ذَلِك فَقَالَ لانه غلب على ظَنِّي انك لَا تتحرأ من نَجَاسَة وانك لَا تعرف مَا يَنْبَغِي لَك اجتنابه وانك جَاهِل فَرَأَيْت التَّحَرُّز مِنْك اولى فداخله من ذَلِك غيظ عَظِيم وَخرج فلحق بِعَبْد الله بن مُحَمَّد الجبائي الْمَذْكُور فِي نواحي جبا فتفقه بِهِ ثمَّ عَاد الى ابْن عَمه فاكمل عَلَيْهِ التفقه ثمَّ لما عزم على الْحَج كَمَا قدمنَا استنابه على التدريس فدرس بالوزيرية وَعنهُ اخذ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَمِنْهُم ابْن النَّحْوِيّ وَابْن البانة من تعز وَحسن بن عَليّ