عَن لَهُ الْحَج فحج فِي أَيَّام الْمَنْصُور بعد ان اسْتخْلف ابْن عَمه الَّاتِي ذكره وَلما قضى الْحَج وَعَاد احب ان يسكن زبيد فَسَأَلَ من الْمَنْصُور ان يسكنهُ اياها فاسكنه اياها وَجعل لَهُ الْمدرسَة الشَّافِعِيَّة فاخذ عَنهُ عمر بن عَاصِم وَغَيره من اهلها وَهُوَ اُحْدُ شُيُوخ يحي بن زَكَرِيَّا وَكَانَت وَفَاته بزبيد فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وستماية وقبر بِبَاب القرتب وَخلف اولادا أفقههم سُلَيْمَان سكن مخلاف شرعب وَكَانَ فَقِيها صَالحا زاهدا ورعا متعبدا تفقه فِي بدايته بابيه ثمَّ بالامام اسماعيل الْحَضْرَمِيّ واخذ عَن ابي الْخَيْر وَعَن السُّلْطَان علا السمكري وَكَانَ مَعَ حسن فقهه يَقُول شَيْئا من الشّعْر غالبه فِي صرح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الزّهْد وَمِنْه قَوْله ... سَبِيلك فِي الدُّنْيَا سَبِيل مُسَافر ... وَلَا بُد من زَاد لكل مُسَافر
وَلَا بُد فِي الاسفار من حمل عدَّة ... وَلَا سِيمَا ان خفت سطوة قاهر ... وَمَا شعره فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاكثر من ان يُحْصى وَكَانَ مَسْكَنه قَرْيَة فِي بلد شرعب تعرف بالمصياة بميم مخفوظة وصاد مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت مَفْتُوحَة ثمَّ هَاء سَاكِنة وبهاء قَالَ بعض الْفُقَهَاء وَقد جَاءَ مِنْهَا فَسئلَ من ايْنَ مَجِيئه فَقَالَ من عِنْد بني مري الساكني المصيابه السالكين طَرِيق كل اصابة وَهَذَا مرى جدلهم بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت كَانَ لَهُ ثَلَاثَة اخوة هم مُحَمَّد كَانَ فَقِيها ثمَّ مظفر ثمَّ مكرم تفقها ايضا وَلم اتحقق لَهُم مَا يذكر
وَمِنْهُم ابو عبد الله مُحَمَّد بن القَاضِي عمر الهزاز مقدم الذّكر اول ذكر فُقَهَاء الْبَلَد مولده يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وستماية كَانَ موسوما بالفقه وَالدّين وَالْعِبَادَة وَالصَّلَاح والورع لوزم على ان يتَوَلَّى الْقَضَاء بعد ابيه