من اب وَغَيرهم مِمَّن لم يحضرني ذكرهم وَلم اتحقق لوفاته تَارِيخا

ثمَّ صَار الْفِقْه بطبقة اخرى مِنْهُم ابو عبد الله مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ الغسي بالنُّون عرف بِابْن البانة تفقه بعمر بن مَسْعُود الابيني وبالوزيري واخذ عَن الْمَقْدِسِي ثمَّ امتحن بالقصة الَّتِي قدمنَا ذكرهَا عِنْد ذكر ابْن ادم فَلم يزل منافرا للفقهاء والقضاة حَتَّى امكنه الدُّخُول على القَاضِي الْبَهَاء وَهُوَ يؤمئذ المتفرد بالوزارة وَالْقَضَاء فَحلف لَهُ انه مَا تغير عَن مُعْتَقد السّنة واراه كتابا صنفه فِي مُعْتَقد السّلف فَقبل مِنْهُ ذَلِك بعض قبُول واكثر الْفُقَهَاء لم يكد يصدق ذَلِك وَلم يزل مُنْقَطِعًا الى الاشرف حَتَّى توفّي دخل على الاشرف يَوْمًا وَعِنْده شَيْء من التحف فَقَالَ يَا فَقِيه لَيْسَ مَعَ الْفُقَهَاء شَيْء من هَذَا فَقَالَ عِنْدهم مَا قَالَ الشَّاعِر ... شَيْئَانِ احسن من عنَاق الخرد ... والذ من شرب القراح الاسود

واجل من رتب الْمُلُوك عَلَيْكُم ... وشي الْحَرِير مطرز بالعسجد

سود الدفاتر ان اكون نديمها ... طول النَّهَار وَبرد ظلّ الْمَسْجِد ... فَقَالَ الاشرف نعم مَا حفظت وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة عيد الْفطر وَقيل صبيحتها قبل صَلَاة الْعِيد سنة سبع وَسبعين وستماية اخبرني الثِّقَة قَالَ كنت كثيرا مَا ارى الْفَقِيه ابْن الصفى مَتى زار الْقُبُور وَمر بِقَبْر ابْن البانة انْصَرف عَنهُ فرأيته مرّة قَاعِدا عِنْده قد كشف رَأسه فدنوت مِنْهُ وَسَأَلته السَّبَب فَقَالَ رَأَيْته فِي مَنَامِي البارحة على هَيْئَة حَسَنَة وَحَوله كتب كَثِيرَة فَقَالَ لشخص عِنْده هَات الْكتاب الْفُلَانِيّ الى الْفَقِيه ليزول عَن قلبه مَا أَخذ عَليّ فَقلت يَا سَيِّدي انت صَادِق ثمَّ اعتنقته واعتنقني وَزَالَ مَا فِي باطني وعزمت على زيارته

وَمِنْهُم ابو الْعَتِيق ابو بكر بن مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ الحفصي ثمَّ الازدي والحفصي نِسْبَة الى القارى حَفْص والازدي الى الْقَبِيلَة الْمَشْهُورَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015