السُّلْطَان فِي مغربة تعز وَكَانَ ابْن البانة يَصْحَبهُ فِي جمَاعَة وَكَانَا يتذاكران من علم الْكَلَام بِمَا لَا تحتمله الْعُقُول وَلَا تقبله فنسب الى الزندقة وَالْكفْر وتكرر ذَلِك مِنْهُمَا وَنَفر النَّاس عَنْهُمَا نفورا فَاحِشا وَالْفُقَهَاء مترددون فِي امرهما حَتَّى شهد الْفَقِيه احْمَد بن الصفي الَّاتِي ذكره عَلَيْهِمَا وَكَانَ يقرا على بن البانة بانهما ينكران صدق الْقُرْآن ويقولان لَيْسَ هُوَ كَلَام الله تَعَالَى فَاجْتمع الْفُقَهَاء الى هَذَا ابْن ادم واخبروه بِمَا شهد بِهِ ابْن الصفي فصعب عَلَيْهِ ذَلِك فَقَالَ لَهُ الْفُقَهَاء رَأينَا لرأيك تبع فأشر بِمَا شِئْت فَنحْن ممتثلون وامرنا بِمَا شِئْت فانا قابلون فَقُمْ لله والا انتشرت هَذِه الْبِدْعَة ومرق النَّاس من الدّين اَوْ كَمَا قَالُوا فَقَالَ الصَّوَاب انا نطلع الى المغربة وَنُصَلِّي يَوْم الْجُمُعَة بالجامع فَمَتَى خرج هَذَانِ اوقعنا بهما وقتلناهما وارحنا مِنْهُمَا الاسلام والانام فاجابوه بِالطَّاعَةِ وتعاهدوا على ذَلِك فَنقل للمقدسي وَابْن البانة مَا اتَّفقُوا عَلَيْهِ وَلما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة طلع ابْن ادم من ذِي عدينة اذ كَانَ مدرس الشمسية ويسكن بهَا فَلَمَّا صَار بالجامع فِي المغربة وَاجْتمعَ اليه الْفُقَهَاء وحان وَقت الصَّلَاة دخل الْمَقْدِسِي وَمَعَهُ جمَاعَة من الاعوان يَحْفَظُونَهُ بِالسِّلَاحِ وَلم يدْخل ابْن البانة فبحث الْفُقَهَاء عَن ذَلِك فَقيل لَهُم لما بلغ ابْن البانة اتفاقكم على مَا اتفقتم عَلَيْهِ من الامر حذر الْمَقْدِسِي وامره بالتقدم الى الواثق والالتزام بِهِ وَشَكوا الْفُقَهَاء عَلَيْهِ ثمَّ نزل من فوره الى ذِي عدينة متخفيا فأكثترى هجينا الى زبيد وَكَانَ المظفر بهَا فَركب وَلم يشْعر بِهِ الاشرف حَتَّى صَار منطرحا على بَابه وَكَانَ يدل عَلَيْهِ بجوار وَمَعْرِفَة فحين علم الاشرف بوصوله استدعاه واستخبره عَن أمره فاخبره الْقِصَّة فَكتب حِينَئِذٍ الى ابيه المظفر يُخبرهُ بذلك وَقيل بل أمره الاشرف أَن يكْتب قصَّته يشكو اليه من فعل الْفُقَهَاء فحين وقف على ذَلِك صَعب عَلَيْهِ فخشى ان يسْرع الْفُقَهَاء الى شقَاق كَبِير يصعب علاجه فَكتب اليهم مَا مِثَاله اظلمتم الضيا وخبطتم فِي عشوى فاقتصروا عَن هَذِه الْأَهْوَاء وَاشْتَغلُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015